أكدت مصادر مختلفة في شمال مالي، مقتل مختار بلمختار العضو القيادي في تنظيم القاعدة في بلاد المغربي الإسلامي في معارك خاضها ضد القوات التشادية في منطقة ايفوغاس القبلية في أقصى شمال شرق هذا البلد. وأكدت مصادر الجيش التشادي، أن بلمختار الملقب أيضا ب«الأعور" بسبب فقدانه لإحدى عينيه، قتل في معارك في شمال البلاد يومين بعد تأكيد الرئيس إدريس ديبي انتو مقتل عبد الحميد أبو زيد، العضو القيادي الآخر في هذا التنظيم الذي اتخذ عناصره من جبال منطقة ادرار ايفوغاس معاقل لهم، للاحتماء من ضربات الجيش الفرنسي وقنبلة طائراته. والمفارقة، أن الجيش التشادي كان سباقا إلى الإعلان عن مقتل القياديين، وأكد أن جنوده هم الذين تمكنوا من القضاء عليهما في معارك خاضوها في منطقة ايفوغاس، رغم أن المصادر الفرنسية التي تقود عملية التدخل في مالي لم تشأ إلى حد الآن تأكيد أو نفي خبر مصرعهما. وإذا تأكد مقتل الإرهابيين اللذين أدرجا في قائمة المطلوبين عالميا، فإن ذلك سيكون ضربة موجعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الذي أراد أن يوسع مجال تحرك عناصره إلى غاية منطقة الساحل، بعد أن أعلن ولاءه لتنظيم القاعدة العالمي في أفغانستان. وأكد الجيش التشادي، أن وحداته في مالي دمرت قاعدة التنظيم الإرهابي في منطقة امتيطاي، مؤكدا مقتل عشرات الإرهابيين بما فيهم مختار بلمختار. ويجهل إلى حد الآن ما إذا كانت نجامينا أرادت أن تعطي صورة بطولية لجنودها، دون التأكد من مقتل بلمختار وأبي زيد، أم أنها تأكدت من ذلك بطرقها الخاصة حتى في غياب نتائج تحاليل الحمض النووي التي تكون قد أجريت على جثة محمد غدير الملقب بأبي زيد. كما أن الجيش التشادي الذي أكد مقتل بلمختار لم يعط أية معلومات إضافية حول ظروف مقتله ومكان وجود جثته وما إذا كان تعرف عليه حقيقة. وفي ظل هذه التأكيدات، فضل قصر الاليزيه التزام الصمت رافضا الخوض في أخبار قد تظهر عدم صحتها لاحقا، مما يشكل ضربة له في إدارة عملية "سيرفال" التي فرضت عليها حصارا إعلاميا حتى بالنسبة لمراسلي الحرب، الذين رافقوا القوات الفرنسية في بعض العمليات التي خاضتها إلى حد الآن. وقد اكتفى بيان الرئاسة الفرنسية بالقول، إنه ليس لديه أي تعليق بخصوص مقتل محمد غدير المعروف بكنية عبد الحميد أبي زيد. وحتى وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ تعامل مع خبر مقتل بلمختار بكثير من الحذر، واكتفى بالقول أمس، إنه في حال تأكد مقتله فإن ذلك "يعد ضربة قوية للإرهاب" وقال إنه ليس باستطاعته تأكيد مقتله. ويبدو أن السلطات الفرنسية لم تشأ الخوض في قضية بلمختار لحساسيتها، وأيضا حفاظا على حياة رعاياها المختطفين لدى تنظيم القاعدة، والذي فقد كل أثر لهم منذ بدء عملية التدخل العسكري الفرنسي في شمال مالي. ومهما كانت الحقيقة حول مصير الإرهابيين الاثنين، فإن معارك اليومين الأخيرين أكدت صعوبة الموقف الميداني وأن الأيام الصعبة منتظرة بالنسبة للقوات الفرنسية والإفريقية، وأيضا لمقاتلي التنظيمات الإرهابية التي وجدت نفسها بين فكي كماشة حقيقية، مما حتم عليها الدخول في مواجهة مفتوحة بقناعة، أنّ الأمر مسألة بقاء أو فناء. وهي الحقيقة التي اعترف بها وزير الدفاع الفرنسي، جون ايف لودريان، الذي أكد مقتل جندي فرنسي ثالث منذ بدء التدخل العسكري، وقال إنه قتل في أعنف المعارك منذ بدء عملية التدخل والتي خلفت أيضا مقتل 15 إرهابيا. بينما أكدت مصادر عسكرية مالية، مقتل 50 إسلاميا من منتسبي حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، غرب مدينة غاو منذ الجمعة الماضي.