أعلنت القوات المسلحة التشادية ان جنودا تشاديين في مالي قتلوا الدموي مختار بلمختار قائد تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي والعقل المدبر وراء عملية احتجاز الرهائن في محطة الغاز بتيقنتورين بعين امناس يوم 16 جانفي الماضي، والتي اسفرت عن مقتل 37 أجنبيا من ثماني جنسيات مختلفة، بينهم ثلاثة أميركيين وجزائري. وتشكل تصفية الدموي بلمختار، وهو أحد أهم الإرهابيين المطلوبين للعدالة في العالم ضربة كبيرة لما يعرف بتنظيم القاعدة في الساحل وللمجموعات الإرهابية التي أجبرت على الفرار من بلدات سيطرت عليها شمال مالي بسبب الهجوم الذي تشنه القوات الفرنسية والافريقية. وجاء في بيان أذيع على التلفزيون التشادي «أن القوات المسلحة التشادية العاملة شمال مالي دمرت ظهر السبت الثاني من مارس قاعدة للإرهابيين بالكامل وتضمنت الحصيلة مقتل عدد من الإرهابيين من بينهم قائدهم الدموي مختار بلمختار». ويأتي الإعلان عن مقتل بلمختار بعد إعلان الرئيس التشادي ادريس ديبي الجمعة مقتل أحد أبرز «قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» الدموي عبد الحميد أبو زيد على أيدي الجنود التشاديين، رفقة 40 إرهابيا تمت تصفيتهم في نفس المنطقة، أي في جبال ايفوغاس المالية. لكن هذا النبأ لم تؤكده باماكو ولا باريس. وكان الرئيس التشادي ادريس ديبي أعلن يوم الجمعة أن جنوده قتلوا قائدا آخر من ما يعرف ب«القاعدة» وهو عبد الحميد أبو زيد من بين 40 إرهابيا تمت تصفيتهم في نفس المنطقة اي جبال ايفوغاس باقصى الحدود الشمالية. وامتنعت فرنسا التي شنت هجمات جوية ضد مخابيء الارهابيين الجبلية عن تأكيد مقتل سواء الدمويين أبو زيد أو بلمختار. وفي واشنطن قال مسؤول بالادارة الامريكية، أن البيت الابيض لا يستطيع تأكيد مقتل الإجرامي بلمختار، لكن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي الجمهوري ايد رويس رحب بقتل هذا الإرهابي الخطير. وقال محللون أن تصفية اثنين من اهم المطلوبين من زعماء «القاعدة» في منطقة الصحراء بافريقيا يمثل ضربة قوية للإرهاب في مالي. وأورد اندرو ليبوفيتش وهو محلل مقره دكار ويتابع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بخصوص ابو زيد و بلمختار. أن كليهما يملك معرفة واسعة بشمال مالي وأجزاء من الساحل الاوسع ولهما صلات اجتماعية وصلات أخرى بالمنطقة ومن المرجح أن يكون لمقتل كليهما في مثل هذه الفترة الزمنية القصيرة تأثير على عمليات الإرهابيين. وقالت ان جيوديسيلي عضو مجلس الادارة المنتدب لشركة تيروريسك للاستشارات الأمنية انه اذا تأكد مقتل قائدي «القاعدة» فإن ذلك سيعطل شبكة الارهابيين ولكنه سيثير ايضا قلقا بشأن مصير ستة رهائن فرنسيين يعتقد احتجازهم في شمال مالي . وأيا كان الأمر، فإن الاعلان عن مقتل ابو زيد يؤجج المخاوف على مصير الرهائن الفرنسيين، وبهذا الخصوص قال باسكال لوبار رئيس لجنة دعم الرهينتين اللتين اختطفتا في نوفمبر 2011 في مالي بانه عندما يتعرض الإرهابيون لهجوم فانهم يلجأون بانتظام إلى الانتقام من الرهائن. وكان الدموي بلمختار (40 عاما)، أحد قادة ما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي قبل ان ينشق عنها في أكتوبر الماضي ويشكل كتيبة جديدة من المقاتلين تحمل اسم «الموقعون بالدماء». وقد فقد إحدى عينيه أثناء القتال في أفغانستان في التسعينات وأعلن المسؤولية عن خطف الرهائن في عين أمناس. وقبل واقعة تيڤنتورين كان خبراء استخبارات يقولون أن بلمختار المولود بالجزائر عدل عن العمليات الارهابية واقتصر نشاطه على جرائم الخطف وتهريب السلاح والسجائر في منطقة الصحراء، حيث كان يطلق عليه لقب «رجل مارلبورو». وفي مقابلة نادرة مع وكالة أنباء موريتانية نهاية عام 2011 أثنى الإرهابي بلمختار على بن لادن وخليفته أيمن الظواهري. وتحدث عن اهتمامات تنظيم القاعدة التقليدية بما في ذلك العراق وأفغانستان ومصير الفلسطينيين وأكد على الحاجة إلى مهاجمة أهداف غربية ويهودية اقتصادية وعسكرية. وقال روبرت فاولر الدبلوماسي الكندي السابق الذي احتجزه الإرهابي بلمختار كرهينة من عام 2008 حتى عام 2009 لرويترز «رغم أني اعتبر تقارير مقتل كل من الإرهابيين أبو زيد ومختار بلمختار أنباء جيدة... إلا أنه علي أن أسيطر على حماسي إذ أن هذه ليست المرة الأولى التي تشير فيها تقارير إلى مقتل الدموي بلمختار.» وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يوم الجمعة إن الهجوم لاستعادة الصحراء الشاسعة في شمال مالي من الإرهابيين والذي بدأ في 11جانفي في مراحله الأخيرة ومن ثم لا يمكنه تأكيد مقتل الإرهابي أبو زيد. إلا أن مسؤولا أمريكيا ودبلوماسيا غربيا قالا إن التقارير عن مقتل الإرهابي أبو زيد تبدو ذات مصداقية. مقتل ثالث عسكري فرنسي في شمال مالي أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية مقتل عسكري فرنسي من الفوج الثاني للمظليين في الفرقة الأجنبية في مالي خلال اشتباك خطير في شمال البلاد. وقالت باريس، أمس الأحد، إن عسكريا فرنسيا ثالثا لاقى حتفه اثناء القتال بشمال مالي ضد ارهابيين إلى جانب قوات افريقية. وقالت وزارة الدفاع الفرنسية إن الكوربورال سيدريك شارينتون قتل في وقت متأخر من مساء السبت في جبال ايفوغاس.