دعا المشاركون في منتدى الأمن الوطني الجهات الفاعلة في المجتمع المدني من جمعيات ومنظمات إلى ترقية ثقافة الأمن الوقائي، وذلك للوقاية من الجرائم وبعض الآفات التي باتت تهدد المجتمع كظاهرة الاختطاف والمخدرات وغيرهما. مؤكدين على أهمية النهوض بهذه الجمعيات لتقوم بالدور المنوط بها وتكون قوة اقتراح لمختلف الجهات من مؤسسات دولة وجهات أمنية لحماية المواطن من اتساع رقعة الجرائم بالتعاون مع أسلاك الأمن. تأسف السيد أحمد ميزاب رئيس اللجنة الوطنية العليا المستقلة لاستحداث وسام الاستحقاق الوطني للسلم والمصالحة خلال ندوة نظمها منتدى الأمن الوطني تحت عنوان "آثار ميثاق السلم والمصالحة ودور الأمن الوطني في استتباب الأمن والاستقرار" بقصر المعارض بالصنوبر البحري أمس، لغياب روح المبادرة في أوساط المجتمع المدني بالرغم من كثرة عدد الجمعيات والمنظمات، مشيرا إلى أن دور المجتمع المدني يكمن في تخفيف الأعباء الاجتماعية عن الدولة من خلال محاربة الآفات الاجتماعية التي تهدد المجتمع، وذلك بطرق سلمية وليس بأساليب بوليسية بل من خلال التوعية والتحسيس والعمل الجواري للتصدي لكل الظروف التي تنتج عنها جرائم كالمخدرات، والأمراض النفسية وغيرها. كما دعا السيد ميزاب المجتمع المدني للمحافظة على مكاسب الجزائر التي دفعت الثمن غاليا لاسترجاع استقرارها، بعدما حاولت آلة الإرهاب النيل منه، وذلك بفضل سياسة الوئام المدني ثم المصالحة الوطنية التي ضمدت الجراح وجعلت عددا كبيرا من عناصر الجماعات الإرهابية يتخلون عن العمل الإرهابي. مضيفا أنه حان الوقت للحفاظ على هذه المكاسب لحماية الوطن من كل محاولات الاعتداء والتهديدات الخارجية، مؤكدا أن رد الجيش الشعبي الوطني والشعب الجزائري على ما وقع في تيقنتورين مؤخرا، كان ردا واضحا على أن الجزائر لا زالت بخير وأن أبناءها متمسكون باستقرار وطنهم ومستعدون للدفاع عنه مهما كان الثمن حفاظا على الأمن والسلم. وهو السياق الذي شدد من خلاله المتحدث على أهمية التضامن لوضع اليد في اليد للحفاظ على ما حققته المصالحة الوطنية كمكسب وطني، والعمل على ترقيته في مختلف المجالات للحفاظ على هذه التجربة التي أدهشت العالم. كما ألح السيد ميزاب على أهمية التواصل مع الجهات الأمنية للحفاظ على سلامة المواطن والوطن، مذكرا بالدور الذي لعبته هذه الجهات خلال التسعينات ومساهمتها في إعادة الأمن والتواصل مع المواطن، مما رسخ ثقافة السلم والمصالحة لدى أفراد المجتمع. وأشار السيد ميزاب، إلى أن الأمن الوطني لعب دورا كبيرا في تفعيل ميثاق السلم والمصالحة الوطنية من خلال العمل الجواري الذي لا زال يمارسه إلى حد الآن. موضحا أن توجه الأمن الوطني بعد إقرار ميثاق السلم والمصالحة الوطنية يعد خطوة نوعية في مسار عمل هذا الجهاز، من خلال التواصل والإعلام وسياسة التقرب من المواطن وبناء جسور التعاون والشراكة مع المجتمع المدني. كما حيا المتحدث عمل جهاز الأمن الوطني الذي وقف ولا يزال يقف سدا منيعا في وجه الجريمة المنظمة والانحراف، وأمام كل من تسول له نفسه المساس بأمن وسلامة المواطن. مشيرا، إلى أن ما وصلت إليه الشرطة اليوم أضحى يضرب به المثل على المستوى القومي العربي وحتى على المستوى الغربي، بحيث أصبحت الجزائر مثالا يقتدى به في محاربة الإرهاب وتكريس المصالحة، والدليل على ذلك لجوء العديد من الدول للأمن الوطني، للاستفادة من خبرته وتجربته في مجال محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة. من جهته، ذكر رئيس خلية الاتصال والاعلام بالمديرية العامة للأمن الوطني العميد الأول للشرطة جيلالي بودالية، بالعمل اليومي الذي يقوم به هذا السلك الأمني لمحاربة الجريمة بمختلف أنواعها للتقليص من الشعور باللأمن، من خلال العمل الجواري والأبواب المفتوحة التي ينظمها للتعريف بمهامه والاستعانة بالمجتمع المدني والخبراء، لتنسيق الجهود لمحاربة كل أشكال العنف والجرائم من خلال التوعية والتحسيس. وقد كرم منتدى الأمن الوطني بعد انتهاء الندوة، السيد أحمد ميزاب، عرفانا بنضاله في سبيل ترقية ثقافة السلم وحماية مكتسبات المصالحة الوطنية.