فشل المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة في النيل من المنتخب المصري، وبالتالي الحفاظ على كامل حظوظه في التأهل إلى الدور نصف النهائي الذي هو عنوان الترشح لمونديال تركيا، حيث تعرض زملاء الحارس البارع طرش إلى خسارة مرة أخرى أمام المنتخب المصري الذي كان أحسن تنظيما فوق رقعة الملعب، وكان الهدف الوحيد الذي سجله قائد ”الفراعنة” ربيع السيد برأسية محكمة في الدقيقة ال42 كافيا لتقليص حلم الجزائريين، الذين قاوموا منتخبا مصريا بنى لعبه على إستراتيجية واضحة نفذها لاعبوه بدقة فوق المستطيل. فرغم التبديلين اللذين أجراهما المدرب جان مارك نوبيلو على تشكيلته، بإشراك المهاجم فرحات مكان إيزرغوف، ولاعب الوسط بوريدم بدلا عن زنادي كنزي منذ صافرة البداية، وهو ماكان متوقعا، بعد الوجه الشاحب للخضر ضد منتخب البنين، إلا أن الفريق الوطني ظهر عاجزا عن مجاراة المصريين الذين كانوا السبّاقين إلى التهديد بواسطة صالح جمعة ( دينامو الفريق) في الدقيقة 7، ومحمد رضا حسام في الد9، ساعدهم في ذلك جنوح المنتخب الجزائري إلى الكرات الطويلة، في وقت كان مطالبا ببناء اللعب، إنطلاقا من الدفاع ومساندة الظهيرين الأيمن والأيسر لخط الهجوم، وهذا ماميز المنتخب المصري عنه ولم يجد نفعا تكثيف الضغط على الدفاع المصري ولاعبيه في منطقتهم، لأن ”الفراعنة” ظهروا أكثر ثقة وتحضيرا نفسيا، وأحسن تدبيرا بالكرة، وبدونها، بدليل السهولة التي كانوا يجدونها في نقل الكرة إلى الدفاع الجزائري، وبسرعة كبيرة كما حصل في الدقيقة ال19 التي ضيع فيها أحمد رفعت فرصة هدف أكيد، أمام براعة الحارس الجزائري طرش الذي كان رفقة زميله فرحات الأحسن في النخبة الوطنية، فاللاعب الواعد لاتحاد العاصمة أدّى ما عليه وأقلق الخط الخلفي المصري، سواء بتوغلاته القوية أو مراواغاته القاتلة، كما حصل ذلك في الدقيقة 20، وكان هذا أول تهديد من ”الخضر”، الذين جنحوا بعدها إلى القذف من بعيد أمام صعوبة دخول مربع العمليات جسدها حدوش في الدقيقة ال30 ووالي بلال، علما أنّ كل الحملات الجزائرية على قلتها كانت تنسج على الجهة اليسرى، وهي الجهة نفسها (لكن في الدفاع الجزائري هذه المرة) التي صنعت منها فرصة أخرى مصرية سانحة للتسجيل في الد35، ضيعها مهاجمان مصريان، ليكسر بعدها قائدهما ربيع السيد الجرة الجزائرية، بهدف رأسي جميل، هزم به الحارس الواعد طرش، الذي لم يوفق في صد الكرة، رغم أنه أظهر بأنه يحسن قراءة اللعب والخرجات لالتقاط الكرات خاصة العالية منها، فضلا عن شجاعته.
لاعبو نوبيلو لم يفدهم اندفاعهم البدني الشوط الثاني لم يكن أحسن حالا من الأول بالنسبة للمنتخب الوطني الذي لم يحترم لاعبوه توزيعهم والتزامهم بمناصبهم، حتى أننا كنا نشاهد ثلاثة إلى أربعة لاعبين فوق رقعة صغيرة من الميدان، غير أنه يحسب لهم اندفاعهم وإرادتهم الواضحة ورغبتهم في قلب الطاولة على المصريين، الذين ازدادوا خطرا على الخط الخلفي الجزائري، بعد أن عمد مدربهم ربيع ياسين إلى إشراك البديل المهاجم عبد المنعم كهرباء، بدل زميله رفعت سيد أحمد في الدقيقة ال57، وولج المستطيل الأخضر وهو مزود بتعليمات تبني الهجمات المعاكسة بالاستناد على سرعته وقوته في مشاكسة المدافعين الجزائريين، خاصة على الجهة اليسرى، وكاد يلدغهم في الدقيقة 72، لولا زميله المصري الذي صد الكرات القوية، وكذلك في الد85، لولا التدخل الناجع للحارس للجزائري طرش وقبله زميله أحمد سمير في الد77، والهجوم المعاكس الأخطر الذي كاد أن يكون الضربة القاضية أهدرها نجم ”الفراعنة” صالح جمعة – الذي أختير أفضل لاعب في المباراة- في الدقيقة 90، بالمقابل وأمام صعوبة اختراق الدفاع المصري، واصل الفريق الوطني الاعتماد على القذف من بعيد تارة عن طريق المتألق فرحات – الذي أختير أحسن لاعب للروح الرياضية - (د78) وأخرى من حدوش، مع محاولة تصيد الدفاع المصري علّه يرتكب أخطاء يعدّل عن طريق إحداها النتيجة، ولاحت له واحدة في الدقيقة 78 لم يستغلها البديل إيزرغوف. لينتهي اللقاء بهزيمة مرة للمنتخب الوطني، وانتصار مستحق لنظيره المصري الذي أظهر استعدادا يليق بحجم هذه المنافسة وبحلمه.