حذر الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ من ارتفاع حالات التسرب المدرسي في الأسابيع القادمة خاصة لدى فئة البنات، وذلك بسبب التهويل الإعلامي لظاهرة اختطاف الأطفال مؤخرا، التي حصرتها مصالح الأمن من شرطة ودرك في حالات معزولة ومحددة، في حين ذهبت عدة وسائل إعلام إلى تضخيم الملف من خلال الاستناد إلى أرقام خيالية زادت من مخاوف العائلات خاصة بالمناطق النائية، حيث تقل وسائل النقل المدرسي مما سيدفع الأولياء إلى وقف تمدرس بناتهن خوفا من الاختطاف وأمام هذا الوضع، دعا السيد خالد أحمد السلطات وعلى رأسها وزارة التربية إلى المساهمة في تبديد هذه المخاوف من خلال العمل على توفير الإمكانيات المادية اللازمة خاصة ما تعلق منها بالنقل المدرسي الذي يضمن للأولياء ذهاب أبنائهم إلى المدارس وعودتهم منها دون خوف، كما طالب المتحدث في نفس الوقت الأولياء بضرورة التريث وعدم المبالغة في تهويل القضية من خلال توقيف أبنائهم عن الدراسة وهو ما تم تسجيله بعدد من المدارس بقرى ومناطق نائية بمختلف ولايات الوطن. ويستعد الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ مباشرة بعد انتهاء العطلة الربيعية لتنظيم حملة وطنية واسعة لتحسيس الأولياء بضرورة متابعة ومراقبة أبنائهم المتمدرسين وتوعيتهم بالتزام الحيطة والحذر تجاه الغرباء مع احترام مسارهم الرابط بين المدرسة والبيت، حتى يكونوا في مأمن عن أي حادث سواء تعلق الأمر بالخطف أو الضياع أو الهروب.. كما أطلق السيد خالد أحمد نداء إلى السلطات بضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتفادي تسرب التلاميذ المتمدرسين، خاصة الفتيات المقيمات بالمناطق النائية بعد التهويل الإعلامي الذي أثير حول ظاهرة خطف الأطفال مما ساهم في اتساع رقعة الخوف لدى الأولياء. وفي حديث السيد خالد أحمد، رئيس الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ، ل«المساء"، أكد أن مخاوف أولياء التلاميذ حول مصير أبنائهم وسلامتهم مبررة وقائمة منذ وقت طويل غير أنها زادت خلال الأسابيع الماضية، حيث يطالب الأولياء بتوفير مزيد من الأمن بمحيط المؤسسات التربوية خاصة الابتدائيات والاكماليات من خلال الاستعانة برجال الشرطة وأعوان الحراسة وكذا تنصيب كاميرات مراقبة لضبط تحركات وتصرفات المتمدرسين أو أي شخص آخر. وعلى الرغم من حالة الحيرة والخوف التي انتابت العديد من الأسر والأولياء جراء تنامي ظاهرة الاختطاف وكذا الاعتداءات التي أصبحت تطال المتمدرسين بمحيط المؤسسات التربوية إلا أن ذالك لا يلغي، حسب السيد خالد، مسؤولية الأولياء في تربية أبنائهم وتوعيتهم بضرورة التحلي بالانضباط وعدم تعنيفهم خاصة عند حصولهم على نتائج ضعيفة ما قد يدفع الكثيرين منهم إلى الهروب خوفا من عقوبة الأولياء وهي الظاهرة التي تم تسجيلها على مستوى الإكماليات بشكل خاص. ولم ينف رئيس الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ تسجيل حالات سوء تربية وإهمال عائلي تجاه نسبة معينة من التلاميذ الذين أضحوا يشكلون تهديدا لنظرائهم.. واستنادا إلى أرقام مصالح الأمن فإن عدد الأطفال المجرمين ارتفع بنسبة تستدعي المعالجة والدراسة، علما أنه تم تسجيل 17 طفلا قاتلا سنة 2012 و15 طفلا حاول القتل العمدي، بالإضافة إلى تورط 302 طفل في تكوين جماعات أشرار و375 آخرين في جرائم المخدرات.