تشهد المؤسسات التربوية بولاية قسنطينة حركة غير عادية حيث يقف الأولياء في طوابير لا منتهية أمام ابواب المدارس وخاصة الابتدائيات، و يقومون بتوصيل التلاميذ أربع مرات في اليوم، كما أن التلاميذ يعيشون في حالة هلع خاصة مع عمليات الاختطاف التي شهدتها بعض المناطق، ناهيك عن الشائعات التي تفيد بوجود عصابات تقوم باختطاف الأطفال. وفي جولة قامت بها آخر ساعة في بعض المدارس أكد الاولياء بأنهم اصبحوا يخافون على ابنائهم من الاختطاف، حيث صرح لنا لخضر بأن ابنته رفضت الذهاب إلى المدرسة خوفا من اللصوص وتلح عليه كل يوم بمرافقتها صباحا وانتظارها مساءا أمام باب الابتدائية، وهي الوضعية التي أقلقته كثيرا خاصة وأنه عامل وليس بإمكانه مرافقة ابنته يوميا، من جهة أخرى أكدت إحدى الامهات بأنها تنوب على زوجها في مرافقة ولديها لأن رب العائلة يعمل في أوقات مختلفة وهي تبذل جهدا كبيرا في سبيل حماية أبنائها، هذا وأكد السيد خالد بأن مصالح الامن منتشرة في كل مكان وتقوم بواجبها على أكمل وجه لكن مهمة حماية الاطفال تكتمل بتضافر الجهود بين المواطنين والسلطات. وعلى صعيد آخر أكد مصدر أمني بأن مصالح الأمن تقوم بمجهودات جبارة في سبيل وضع حد لمثل هاته التجاوزات، كما طمأن الأولياء بأن رجال الشرطة والدرك وكل أسلاك الأمن متحكمة في الوضع، كما أن التهويل والإشاعات زادت الطين بلة، منوها في نفس الوقت بضرورة تكاثف الجهود من أجل حماية الأطفال في المدارس وحتى في الشارع. للتذكير فقد عرفت حالات اختطاف الأطفال في الجزائر ازدياداً مخيفاً في السنوات الأخيرة، حيث تجاوز معدلها الشهري خمس عشرة حالة، ما خلق خوفاً ورعباً بين الأهالي، واستنفارا أمنياً عالياً لمواجهة هذه الظاهرة وتقديم المجرمين للعدالة، و بحسب مختصين فإن أهداف الاختطافات تتوزع بين الاستغلال الجنسي، وطلب الفدية، والمتاجرة بالأعضاء، ولأن الظاهرة أخذت أبعاداً خطيرة، فقد وضعت الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل خطاً أخضر للتبليغ عن حالات الاختطاف، غير أن هذا الحل يبقى ناقصاً في نظر أغلب الجزائريين، في وقت ينتقد فيه رجال القانون ومنظمات المجتمع المدني غياب قوانين رادعة للحد من الظاهرة.