تم أمس، بالعاصمة الموريتانية نواقشوط، الإعلان عن إنشاء هيئة شعبية مستقلة تحت اسم "الشبكة الدولية لدعم القضية الصحراوية" في خطوة أخرى باتجاه توسيع دائرة التضامن مع هذه القضية العادلة. وذكرت مصادر صحراوية، أن إنشاء هذه الشبكة التي تضم إعلاميين وشعراء ومثقفين ينتمون إلى عدة دول عربية، يهدف إلى إطلاع الشعوب العربية على تطورات القضية الصحراوية ومحاولة حشد الدعم الشعبي العربي للشعب الصحراوي المكافح من أجل استقلال بلاده منذ أربعة عقود. وأضافت، أن إنشاء هذه الشبكة يعد"مؤشرا آخر على اتساع دائرة التضامن مع الشعب الصحراوي وقضيته العادلة، خاصة بعد الانتصار الباهر الذي حققته القضية الصحراوية في المنتدى الاجتماعي العالمي، والذي توج بتأسيس لجنة تونسية للتضامن مع الشعب الصحراوي". بالتزامن مع ذلك، دعا مجلس الوزراء الصحراوي الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بمناسبة زيارته إلى المملكة المغربية، إقناع المغرب بالكف عن انتهاكاته "الجسيمة" لحقوق الإنسان في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية. وطالب المجلس الطرف المغربي بالامتثال لمقتضيات الشرعية الدولية من أجل تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، "عبر الحل الديمقراطي العادل المتمثل في تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير والاستقلال عبر استفتاء حر وعادل ونزيه". كما أعرب عن إدانته الشديدة لاستمرار حملات القمع "الوحشية" التي تقوم بها قوات الاحتلال المغربي في حق النساء الصحراويات والمدنيين الصحراويين العزل عامة، مطالبا الأممالمتحدة بتحمل مسؤولياتها خاصة فيما يتعلق بالتعجيل بإيجاد آلية أممية لحماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ومراقبتها والتقرير عنها. وتزامن بيان مجلس الوزراء الصحراوي مع استمرار الدعوات والنداءات المطالبة بالإفراج عن معتقلي مجموعة أكديم إيزيك الذين صدرت في حقهم أحكاما قاسية وجائرة. وجاءت هذه الدعوات من قبل جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب والجمعية المغربية لحقوق الإنسان واللجنة الدولية للحقوقيين والحركة ضد العنصرية ومن أجل الصداقة بين الشعوب والمكتب الدولي من أجل احترام حقوق الإنسان في الصحراء الغربية. وفي تصريح مشترك، دعت هذه الجمعيات إلى الإفراج "الفوري" عن هؤلاء المناضلين الصحراويين، مشيرة إلى أنه "في حالة رفع دعوى جديدة، فإنه يجب أن تتم أمام هيئات القانون العام وفي ظل احترام حقوق الدفاع وقواعد الأدلة". وفي سياق التضامن الدولي مع القضية الصحراوية، قدم الكاتب الإسباني كارلوس مارتين كتابه "واحة الذاكرة"، والذي تناول فيه الانتهاكات "الجسيمة" لحقوق الإنسان في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية منذ سنة 1975 إلى غاية تفكيك مخيم "أكديم إيزيك" في نوفمبر 2010 . وتضمن الكتاب شروحات مفصلة عن الكتاب وسبب اختياره لهذا الموضوع، مشيرا إلى أنه قبل سنتين زار مخيمات اللاجئين الصحراويين وأستمع لشهادات الضحايا وأولياء المعتقلين والمفقودين الصحراويين. وأضاف، أن هذا الكتاب وسيلة "ليتذكر العالم ما عاناه ويعانيه الشعب الصحراوي"، ووسيلة أيضا للعمل في مجال حماية حقوق الإنسان في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية. وأخذت وضعية المفقودين الصحراويين حيزا هاما من هذا الكتاب الذي صدر باللغة الإسبانية وله ملخصات بعدة لغات من بينها الإنجليزية، حيث أحصى أكثر من 400 حالة اختفاء قسري. وأشرف على تقديم الكتاب الرئيس الصحراوي، محمد عبد العزيز، الذي ثمن هذا العمل واصفا إياه من "أثمن الهدايا التي يتلقاها الشعب الصحراوي، وهو يحتفل بالذكرى الأربعين لرائدة كفاحه وممثله الشرعي جبهة البوليساريو". كما أشاد الرئيس عبد العزيز، بالجولة التي قام بها الكاتب حول العالم لنشر كتابه وتوزيعه في مختلف دول العالم، والتي كان آخرها المكسيك والمنتدى الاجتماعي العالمي في تونس.