منعت سلطات الاحتلال المغربي، بابا السيد الوالي، شقيق الشهيد مصطفى الوالي، أحد مؤسسي جبهة البوليزاريو من زيارة أخته المريضة بمدينة العيونالمحتلة لمرتين متتاليتين في أقل من شهر. وجاء المنع، رغم أن طرفي النزاع الصحراوي جبهة البوليزاريو والمغرب، كانا قد وقّعا تحت إشراف الأممالمتحدة على اتفاقات لتبادل زيارات العائلات الصحراوية القاطنة بالمدن المحتلة ومخيمات اللاجئين، ضمن إجراءات الثقة التي وضعتها المنظمة الأممية في إطار مساعيها لحل القضية الصحراوية وفقا للشرعية الدولية. وقال بابا السيد الوالي في ندوة صحفية نشطها أمس، بمقر اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، إنه رغم حصوله على كل التراخيص الأممية المطلوبة من ممثل المفوضية السامية للاجئين سواء بمدينة العيونالمحتلة، أو مخيمات اللاجئين لزيارة أخته الوحيدة والمريضة بالمناطق المحتلة في 21 مارس الماضي، ثم في الرابع أفريل الجاري فإنه في كلا المرتين وقبل ساعات قليلة من موعد إقلاع الطائرة، كان يتلقى مكالمة هاتفية يعتذر لها فيها عن تأجيل الزيارة. وأكد الوالي، أنه بعد بحث معمق، اكتشف أن سبب منعه من زيارة عائلته في العيونالمحتلة، هو رفض السلطات المغربية التي قال إنها تتحكم في كل قرارات الوكالات الأممية المتواجدة بالمدن المحتلة، مما يجعل هذه الأخيرة مكبلة الأيدي وغير قادرة على أداء مهامها، في خرق واضح لكل اللوائح الأممية المتعلقة بالقضية الصحراوية. وقال إنه من المفروض أن يقوم ممثل المفوضية السامية بالعيون، إضافة إلى بعثة "المينورسو" باستلام قائمة الأشخاص الذين يتم تسجيلهم للاستفادة من هذا البرنامج، ليتم الاتصال بعائلاتهم في المدن المحتلة من أجل تحديد موعد الزيارة. وكشف أن هذه القائمة تمر أولا على أجهزة الأمن المغربية التي تقوم هي باختيار الأشخاص المستفيدين من هذه التراخيص، قبل أن تطلع عليها بعثة المينورسو. وهو ما جعله يؤكد، أنّ ذلك يكشف، أنّ المملكة المغربية وبمساندة سافرة من فرنسا لا تعير أي اهتمام، لا للعدالة الدولية ولا لحقوق الإنسان، خاصة عندما يتعلق الأمر بحقوق الشعب الصحراوي. وقال إن الاستمرار في مثل هذا الوضع واستمرار الخروقات المغربية بهذه الطريقة الفظيعة ستكون له نتائج وخيمة على كامل المنطقة، خاصة وأن منعه من الزيارة تزامن مع زيارة كريستوفر روس المبعوث الشخصي للامين العام الأممي إلى الصحراء الغربية وإلى المنطقة. وخلال تطرقه لزيارة روس، اعتبر الوالي أن المبعوث الأممي ورغم أنه دبلوماسي كفؤ، ويعمل بإرادة حقيقية من أجل تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، إلا أنه لا يمكن له فعل الكثير في حال استمرار الموقف الفرنسي المنحاز كلية للطروحات المغربية المزعومة. لكن ذلك لم يمنعه من التعبير عن أمله في إمكانية أن يتمكن روس من تصحيح الأخطاء القائمة، وأن يدفع بمسار السلام قدما نحو الأمام. واغتنم الوالي فرصة زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى المغرب ليقول إن فرنسا تضيع وقتها وطاقتها من خلال مساعدتها المغرب في مواصلة مغامرة نتائجها واضحة، وهي خلق مزيد من اللاستقرار واللامن بالمغرب العربي وكل منطقة الساحل. وأضاف، أن فرنسا لم تدخر أي جهد في مساعدة المغرب على جميع الأصعدة، وفي كل المجالات رغم إدراكها وإدراك الرئيس هولاند للعواقب الوخيمة لاستمرار الوضع الراهن. وهو الوضع الذي أكد أنه يخدم أكثر النظام المغربي، الذي جعل القضية الصحراوية بمثابة ورقة في يده للفت أنظار شعبه عن المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي يتخبط فيها. من جانبه، اعتبر عبد المجيد زعلاني نائب رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان وعضو اللجنة العربية لحقوق الإنسان التابعة للجامعة العربية، أن إيصال صوت القضية الصحراوية العادلة إلى المجتمعات العربية، يتطلب عملا كبيرا ينطلق من القاعدة والمؤسسات المدنية التي يمكنها الضغط على الحكومات لدفعها لتبني هذه القضية. واستحسن في هذا السياق المشاركة الفعّالة للوفد الصحراوي مؤخرا، بالعاصمة التونسية، في إطار فعاليات المنتدى العالمي الاجتماعي، وقال إن مثل هذه المبادرات يمكنها أن تساهم في التعريف بقضية الصحراء الغربية على المستوى العربي.