البوليزاريو تندد بالقمع المغربي الوحشي ضد المتظاهرين بالعيونالمحتلة نددت جبهة البوليزاريو بالقمع الوحشي، الذي تعرض له مواطنون صحراويون خرجوا في مظاهرات سلمية بالتزامن مع زيارة كريستوفر روس المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية إلى مدينة العيون عاصمة الإقليم المحتل. ولم تتوان قوات الاحتلال التي نزلت بأعداد هائلة إلى شوارع المدينة في استخدام القوة ضد المتظاهرين الصحراويين في مسعى لمنعهم من ايصال صوتهم إلى الموفد الأممي، مما أدى إلى إصابة العديد منهم بجروح خطيرة واعتقال العديد الآخرين يضافون إلى قائمة المعتقلين السياسيين الصحراويين الذي يعانون أسوء المعاملات في المعتقلات المغربية. وشهدت أحياء وشوارع العاصمة الصحراوية المحتلة مسيرات احتجاجية ردد خلالها المتظاهرون شعارات مطالبة بتقرير مصير واستقلال شعب الصحراء الغربية، كما رفعوا أعلام الجمهورية الصحراوية. وقال محمد ولد عقيل، مسؤول في جبهة البوليزاريو إن "قوات الاحتلال المغربية تدخلت بطريقة وحشية لقمع مظاهرات سلمية بمدينة العيونالمحتلة، مما تسبب في إصابة عشرات المتظاهرين بجروح متفاوتة في وقت قامت فيه أجهزة الأمن المغربية بحملة اعتقالات في صفوف المتظاهرين الصحراويين. وكان روس قد وصل أمس إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين قادما من مدينة العيونالمحتلة التي زارها الخميس الماضي والتقى خلالها ببعض النشطاء الحقوقيين الصحراويين وفي مقدمتهم أميناتو حيدر بمقر بعثة المينوزرسو. وسيواصل روس، الذي زار أيضا منطقة تيفاريتي المحررة وعلى مدار أربعة أيام، إجراء محادثات مع المسؤولين الصحراويين وفي مقدمتهم الرئيس محمد عبد العزيز، إضافة إلى ممثلي المجتمع المدني. ولأن روس شكل الاستثناء هذه المرة بزيارته للأراضي المحتلة فقد اعتبرت جبهة البوليزاريو هذا الحدث بأنه يشكل "منعرجا" حول تعامل الأممالمتحدة والمجتمع الدولي مع القضية الصحراوية إلى درجة أن امحمد خداد، عضو الأمانة الوطنية للجبهة والمنسق مع بعثة المينورسو، اعتبر زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي بأنها "تشكل نهاية عملية شد الحبل" التي اعتمدتها السلطات المغربية منذ عدة أشهر في محاولة لإجهاض المساعي الأممية. وقال إن "عملية شد الحبل كانت قائمة منذ ماي الماضي بين المجتمع الدولي ممثلا في الأمين العام الأممي بان كي مون وأعضاء مجلس الأمن والمغرب". وهو ما جعله يؤكد أن رسالة الشعب الصحراوي وقيادته التي ستبلغ للمبعوث الشخصي للأمين العام الأممي كريستوفر روس واضحة بأنه عازم ومصمم على مواصلة كفاحه لتحقيق الحرية والاستقلال. وقال خداد عشية زيارة روس إلى الأراضي المحررة إن هذه الزيارة تشكل "منعرجا في تعامل الأممالمتحدة مع القضية الصحراوية"، مضيفا أن الشعب الصحراوي الذي قدم تضحيات جسام على مدار أزيد من 40 سنة "لا يمكنه بأية حال من الأحوال التراجع أو المساومة على حقوقه المشروعة في الحرية وتقرير المصير والاستقلال". وعاد المسؤول الصحراوي ليؤكد أن الحل الوحيد لقضية الصحراء الغربية يظل "دائما الحل الديمقراطي الذي يفسح المجال أمام الشعب الصحراوي لممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير عبر استفتاء حر ونزيه وبضمانات دولية". وقال إن قيادة جبهة البوليزاريو ستؤكد لكريستوفر روس وللمجتمع الدولي استعدادها الدائم للتعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي وممثله الخاص من أجل النهوض بمسار المفاوضات.وهو ما جعله يطالب مجلس الأمن الدولي باتخاذ موقف حازم ونهائي بخصوص القضية الصحراوية التي لا يمكن لشعبها القبول في استمرار الاحتلال المغربي لأراضيه. وأكد امحمد خداد أن الذين راهنوا على عامل الزمن وقللوا من شأن الشعب الصحراوي وإمكانياته "يجب أن يدركوا اليوم أنه قوي بإرادته ووحدته وعازم على انتزاع حقوقه المشروعة". وتزامنا مع ذلك، كشف تقرير نشرته جمعية أولياء المعتقلين والمفقودين الصحراويين عشية زيارة المبعوث الأممي كريستوفر روس للصحراء الغربية عن أرقام مخيفة من الاعتقالات والمحاكمات والاغتيالات قامت بها سلطات الاحتلال المغربي على مدار 37 سنة من الاحتلال. وعبرت جمعية أولياء المعتقلين والمفقودين الصحراويين بهذه المناسبة عن "انشغالها العميق" لاستمرار تلك الانتهاكات من طرف القوات المغربية. وقد سجلت الجمعية أزيد من 4500 حالة اختفاء قسري لازالت 550 حالة منها رهن الاختفاء و25 ألف حالة اعتقال تعسفي و30 ألف حالة تعذيب يضاف إليها أزيد من 1550 محاكمة جائرة في المحاكم المدنية والعسكرية المغربية. كما سجلت كذلك أزيد من 1300 حالة قتل لمدنيين غالبيتهم من النساء والأطفال قضوا خلال القصف المغربي بالنابالم والفوسفور الأبيض في فبراير 1976. وأشار نفس التقرير إلى أن "سلطات الاحتلال المغربي قامت بمدينة العيون بتعزيز قواتها البوليسية بأزيد من 4 آلاف عنصر يوميا" قبل الزيارة التي قام بها المبعوث الخاص للأمين العام الأممي كريستوفر روس للمنطقة وهو ما أثار قلقها من احتمالات تصاعد وتيرة القمع والانتهاكات لحقوق الإنسان.