أكد الدكتور عبد الله حمادي، أنه وجد مذكرات خير الدين بربروس بالمكتبة الوطنية بباريس، وهي عبارة عن مخطوط يعود لأحد الكتّاب المجهولين في القرن ال16. وقد حمل المخطوط عنوان “سيرة المجاهد خير الدين بربروس”، وقد حوَّلها إلى مؤلَّف يحمل العنوان ذاته، صدر سنة 2009 عن دار النشر “القصبة”. يرى الباحث والدكتور عبد الله حمادي الذي نزل ضيفا على فضاء “صدى الأقلام” بالمسرح الوطني الجزائري أول أمس، أن خير الدين بربروس جاء إلى الجزائر بناء على طلب مجموعة من الجزائريين من منطقة جيجل، لتخليصهم من الغزو الإسباني في فترة 1510 و1515، وكان حاكم الجزائر سليم تومي المنتمي إلى الأسرة الثعالبية آنذاك، راضخا للإسبان، وكان الجزائريون يدفعون الضريبة، فوافق بربروس على طلبهم، وخلَّصهم من التوسع الإسباني المسيحي بمنطقة جيجلوبجاية ووهران والجزائر العاصمة. وخلال حربه التي خاضها بمدينة بجاية تعرّض بربروس للخيانة، وقاد سيد أحمد قاضي انقلابا عليه، لرفضه أن يحكم غريب الجزائر، لكن سرعان ما تفوَّق عليه خير الدين بفضل التفاف الجزائريين حوله، مذكرا أن الجزائر وقتئذ كانت مجرد دويلات صغيرة وضعيفة بعد سقوط غرناطة والأندلس سنة 1492. وقد اعتمد الباحث في عمله هذا على مخطوط كُرس كلية لحياة خير الدين بربروس. ويروي المخطوط كيف تقاسم خير الدين مهمة الدفاع عن الجزائر مع أخيه عروج، حيث كلّفه بالذهاب إلى مساعدة العائلة الكبيرة لسليم تومي، التي كانت تحكم الجزائر وضواحيها، وذلك لوضع حد للوجود الإسباني. وبعد تحقيق الانتصار خرج سكان الجزائر العاصمة في تلك الفترة بأعداد غفيرة عبر الشوارع لتحية وتأييد حاميهم عروج، إذ أطلقوا عليه فيما بعد اسم “بابا عروج الأب المحرر”، مطالبين ببقائه لحمايتهم من بطش ملك إسبانيا، الذي فشل في إخماد التمرد واستعادة القلعة التي خسرها بالأراضي الجزائرية، فاشترط خير الدين بربروس أمرين؛ الأول أن تُضم الجزائر للدولة العثمانية، والثاني أن يكون واليا عليها، فوافق عليه السكان المحليون وأفراد العائلة الحاكمة، وبهذه الحقيقة يكذّب الدكتور إشاعة أطلقها الغرب بخصوص احتلال الدولة العثمانية للجزائر. للإشارة، فالكتاب الصادر سنة 2009، ويُعد أول كتاب يتناول السيرة الذاتية لهذه الشخصية التي لها وزنها في تاريخ الجزائر، كما يُعتبر مساهمة نقدية تعطي للباحثين والطلبة ورجال الثقافة المهتمين بتاريخ الجزائر، لمحة شاملة عن حياة وأعمال خير الدين بربروس، الذي كان يشغل منصب قائد أعلى للقوات البحرية العثمانية آنذاك؛ حيث عُيّن من طرف الخليفة السلطان سليمان.