صدرت لأول مرة الترجمة العربية ل''مذكرات خير الدين بربروس'' عن شركة الأصالة للنشر والتوزيع، حيث ترجمها من التركية الدكتور محمد دراج في كتاب صدرت طبعته الأولى في .2010 المذكرة ترصد رحلة الأخوين خير الدين وعروج بربروس الطويلة في فتح الجزائر والغزوات التي قاما بها، وهو ما دفع المؤرخين والباحثين الأتراك والغربيين الى الاهتمام بها وترجمتها الى عدة لغات. أكد خير الدين بربروس في مذكراته الشخصية عدم صحة المقولة التي أشاعها الباحثون الغربيون والمتمثلة في أنه فرض نفسه حاكما وسلطانا على الجزائر، ليوضح أن ولايته للجزائر كانت بناءً على توسلات ملحة وعديدة من أعيان وعلماء الجزائر وغيرهم ممن كانوا يرسلون إليه الوفود يرجونه أن يقدِم عليهم ويتولى إدارتها بنفسه، بعدما رفضوا ولاية ابن القاضي في الجزائر. وهذه الشهادة، يقول خير الدين بربروس، تخرس الأصوات التي كانت تردد فكرة الاستعمار التركي للجزائر. في مذكراته يذكر خير الدين بربروس أن والده كان أحد المستوطنين الأوائل لجزيرة ميديلي وابنا لأحد فرسان السباهية، وهو اصطلاح يطلق على الفرسان الذين يخضعون إلى التجنيد من طرف الدولة العثمانية مقابل حصولهم على أراضٍ إقطاعية على أن يدفعوا ضريبة الخراج لخزينة الدولة. تزوج والد خير الدين بربروس من جديد وأنجب أربعة إخوة هم إسحاق أكبرهم، ثم عروج ويأتي خير الدين بربروس ثالث الإخوة والياس رابعهم، وكان خير الدين وعروج مولعين بركوب البحر فكانت لهما رحلات عديدة ومنها طرابلس التي كانت نقطة اسر أخيه عروج عندما اشتبك مع فرسان جزيرة رودس. وتوفي أخاه الأصغر الياس في المعركة، وتمكن خير الدين من تحرير عروج من الأسر بواسطة صديق له يدعى غريغو مقابل ثمانية عشر ألف أقجة، وهي عملة فضية كانت تستعمل في الدولة العثمانية. يحوي الكتاب ملحقات تتمثل في لوحات من مخطوطات مكتبة جامعة اسطنبول والرسالة التي أرسلها أهالي الجزائر إلى السلطان سليمان الأول سنة 1519، يعرضون فيها رغبتهم في ضم الجزائر إلى الدولة العثمانية من خلال أرشيف قصر طوب كابي سراي، كذلك صور لبرج قلعة ميديلي وجزيرة رودس اليونانية، وصورة فنية تمثل معركة بروزة، ومدينة الجزائر مطلع القرن السادس عشر وعلى اليمين قلعة البنيون التي بناها الإسبان لمراقبة المدينة وقام خير الدين بربروس بهدمها وبناء مكانها ميناء الجزائر ونموذج لسفينة قادرغة التي أهداها السلطان سليمان القانوني لخير الدين بربروس، وصورة لقبر خير الدين بربروس.