صدر مطلع الأسبوع الجاري، عن منشورات دار القصبة بالعاصمة، كتاب جديد للدكتور عبد الله حمادي، وهو مدير مخبر الترجمة في أدب اللسانيات بجامعة منتوري بقسنطينة· وجاء في هذا الكتاب الجديد، الذي يعد أول كتاب يتناول السيرة الذاتية لخير الدين بربروس، كما قال كاتبه، كمساهمة نقدية منه، للباحثين والطلبة و رجال الفكر والثقافة، والمهتمين بتاريخ الجزائر، لكونه يحتوي وعلى مدار صفحاته ال245 صفحة، لمحة شاملة عن حياة وأعمال خير الدين بربروس الذي تمت ترقيته في وقت لاحق كقائد أعلى للقوات البحرية العثمانية آنذاك من طرف الخليفة السلطان سليمان· واستلهم الدكتور عبد الله حمادي، الذي في رصيده عديد الإصدارات في مختلف مجالات العلم والمعرفة، من مخطوط لأحد الكتاب غير المعروفين في القرن ال16 ظل محتفظا به بمكتبة باريس، وهو المخطوط الذي تم تكريسه كلية لحياة خير الدين بربروس الذي كان يطلق عليه الإسبان والإيطاليون في تلك الفترة اسم ''بربروسة''، وذلك بسبب لون لحيته الطويلة· وكان قد كلف خير الدين، وهو في ذروة مجده، أخاه عروج للذهاب لمساعدة العائلة الكبيرة لسليم تومي التي كانت تحكم الجزائر ومنطقتها، وذلك لوضع حد للوجود الإسباني الذي بني القلعة في موقع يسمى ب''الصخر'' حيث كانت تفرض على الجزائريين إتاوة إجبارية تدفع سنويا لملك إسبانيا فرديناند داراغون، وبعد كسب الانتصار خرج سكان الجزائر العاصمة في تلك الفترة بأعداد غفيرة عبر الشوارع لتحية وتأييد حاميهم عروج الذي أصبح بالنسبة إليهم ''بابا عروج'' الأب المحرر، طالبين إياه بالبقاء لحمايتهم من عقوبة ''مؤكدة'' من طرف ملك إسبانيا الذي فشل في إخماد التمرد واستعادة القلعة التي خسرها بالأراضي الجزائرية، وهذا حسب ما جاء في الكتاب· وأشار الكاتب إلى أن العثمانيين، الذين لم تكن أبدا تراودهم فكرة ضم الجزائر للإمبراطورية، سارعوا للوصول إلى عين المكان ومساعدة بربروس على بسط الحكم·