اقترح السيد محمد بن مرادي وزير السياحة والصناعات التقليدية، أمس بالعاصمة التونسية، إنشاء مرصد للسياحة في إفريقيا بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية ومبادرة الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا (النيباد)، داعيا إلى ضرورة تأسيس شبكة إفريقية لمؤسسات التكوين في مختلف التخصصات السياحية؛ من فندقة وأسفار واستجمام، تكون مدعَّمة من طرف منظمة السياحة العالمية. كما دعا وزير السياحة لدى تدخله في أشغال الدورة ال 54 للجنة إفريقيا التابعة لمنظمة السياحة العالمية، إلى ضرورة وضع سياسة لتطوير السياحة في القارة الإفريقية تقوم على التخطيط والدراسات الاستشرافية، مبرزا أن السوق العالمية للسياحة تمر حاليا بمرحلة “تحوّل”، وتتجه نحو المزيد من “التعقيد”، مما يستدعي تجاوز الارتجال والعشوائية، ووضع سياسات لتطوير السياحة، تقوم على “تخطيط صارم ودراسات استشرافية جادة”. وفي معرض حديثه عن السبل الكفيلة بترقية الصناعة السياحية، ركز السيد محمد بن مرادي على إيلاء العناية والاهتمام أكثر بالسياحة الداخلية؛ باعتبارها تشكل “أداة لتنشيط “الاقتصاديات المحلية، علاوة على أنها تُعد “عاملا للتقارب” بين أبناء البلد الواحد، وهو ما يمكّن من “تحقيق التسامح والاستقرار والتماسك الاجتماعي”، وفق تعبيره. ولفت إلى أن هذا الموضوع بالذات شكّل محور أشغال الجلسات الوطنية الثانية للسياحة، التي جمعت في الجزائر خلال شهر أفريل الجاري، ما يزيد عن 600 مشارك يمثلون كل القطاعات السياحية. وهنا دعا مسؤولي المنظمة العالمية للسياحة إلى مضاعفة اللقاءات المخصصة للتفكير حول موضوع السياحة الداخلية، خصوصا في الدول النامية، مشددا على استعداد الجزائر لاحتضان ندوة دولية لدراسة ومعالجة هذا الموضوع. وتجدر الإشارة إلى أن المشاركين في أشغال الدورة ال 54 للجنة إفريقيا التابعة لمنظمة السياحة العالمية، يعكفون على بحث العديد من المواضيع الهادفة أساسا إلى استقطاب المزيد من أعداد السياح الوافدين على البلدان الإفريقية، والترويج دوليا لهذه الوجهة التي مايزال الإقبال عليها ضعيفا. كما تبحث الوفود الحاضرة كيفيات تسهيل منح التأشيرات للسياح المتوجهين نحو البلدان الإفريقية، والسعي نحو الربط والتنسيق بين برامج الرحلات الجوية من أجل رفع تنافسية الوجهات الإفريقية. ويتدارس المشاركون في الدورة دور تكنولوجيات الإعلام والاتصال الحديثة في ترقية وترويج هذه الوجهات” السياحية. وتفيد آخر إحصائيات المنظمة العالمية للسياحة، أن عدد السياح في العالم تجاوز سنة 2012، المليار سائح، من بينهم 505 ملايين في أوروبا و216 مليونا في منطقة آسيا والمحيط الهادي و156 مليونا في القارة الأمريكية، فيما لم يتجاوز نصيب القارة الإفريقية من هذا العدد خلال نفس الفترة، ال 50 مليون سائح.