قليلا ما ينجح الفرد في إلقاء كلمة أو مخاطبة جمهور دون أن يعتريه الارتباك والخجل.. فتذهب الكلمات ويتلعثم اللسان وتفشل الخطبة وبالتالي تضيع الفكرة المراد تبليغها للجمهور، وأمام هذا الوضع ظهر ما يسمى بتقنيات أخذ الكلمة أمام الجمهور وهو موضوع قد يبدو سهلا لكنه من أصعب المواقف التي يتعرض لها الإعلاميون أو الممثلون وبشكل أكبر الشخصيات السياسة خاصة منهم الرؤساء الذين يعتمدون على خبراء ومختصين في علم النفس والاتصال لتجاوز هفوات الاتصال مع شعوبهم وتحسين صورتهم على اعتبار أن الصورة تساوي 10 آلاف كلمة.. وخلال الدورة التكوينية ال41 التي تنظمها مؤسسة "نجمة" لفائدة الصحفيين ومهنيي الإعلام والتي أشرف عليها نهاية الأسبوع الماضي الخبير في علم النفس والموارد البشرية والاتصال السيد محمد بيتوري، تمت مناقشة موضوع "أخذ الكلمة أمام الجمهور" من خلال التركيز على أهم التقنيات والفنيات للتمكن من التواصل مع الجمهور العريض وإيصال فكرته دون تردد أو ارتباك، وبالاعتماد على بعض النظريات والتطبيقات تمكن عدد من الإعلاميين من التخلص من خجلهم والوقوف بكل ثقة لإلقاء الكلمة. ويعد هذا الموضوع من أهم محاور الاتصال على اعتبار أن 80 بالمائة من اتصالاتنا تكون تصرفاتية وتعتمد على حركات الوجه، اليدين والجسد، وحسن استغلال هذه الحركات يمكننا من توصيل رسالتنا حسب السيد بيتوري الذي تطرق إلى أهم العراقيل المتعلقة بعملية الاتصال وكيفية تطويره، علما أن من بين أهم القواعد التي يجب عدم إغفالها هي حسن الإصغاء وفهم الشخص المخاطب من خلال وضع نفسك دائما في مكانه. مشيرا إلى خصوصيات المتكلم المتميز بالكاريزما والحماسة والثقة بالنفس وتقبل الآخر. وركز السيد بيتوري في محاضرته على ضرورة أن تكون للملقي معرفة جيدة بجمهوره حتى يحسن إقناعه كما عليه الاعتماد على أمثلة من التراث أو قص حكايا تؤثر على مشاعر الحضور وتقنعهم عوض الاعتماد على الأرقام والتحاليل التي غالبا ما تكون معقدة ومملة، مشيرا إلى ما وصفها بالوصايا العشر والمتمثلة في الأخطاء التي يجب تجنبها عند مخاطبة الجمهور ومن أبرزها تقديم نكتة غير مضحكة، إدارة الظهر للحضور خلال العرض واستعمال حركات غريبة والتي يعرف بها بعض الرؤساء. وبحكم معرفته ببعض الممثلين المعروفين باعتبارهم الشريحة الأحسن تعاملا وتحكما أمام الجمهور على غرار فلاق وجاد المالح، أكد السيد بيتوري أن عفويتهم فوق المسرح وقوة إلقائهم وإقناعهم لا تعكس بالضرورة شخصيتهم التي هي في الغالب شخصية خجولة جدا، الأمر الذي يتطلب منهم استعدادا كبيرا للتخلص من شخصيتهم الأصلية وتقمص أخرى أمام الجمهور.