أكد الخبير الدولي في الموارد البشرية والاتصالات الدكتور في علم النفس السيد أمحمد بيتوري أن جميع مؤسساتنا لا تزال تنظر إلى قطاع الاتصالات على أساس انه مجرد مصاريف إضافية في حين هو لدى الغربيين استثمار مربح إن على المدى القريب أو المتوسط والبعيد، وهو أيضا، حسب المختصين، السلاح الثالث عند اللوبيات الصهيونية بعد الذهب والبترول وقوة لا يستهان بها ساهمت في نجاح العديد من الشركات بل والسياسات الدولية الإستراتيجية. ومن المؤسف، حسب الخبير، ألا تعمد المؤسسة أيا كان حجمها وطابعها إلى إجراء تقييم دوري لأدائها لمعرفة نقاط قوتها من ضعفها ومن خلالها تبني واعتماد استراتيجية مستقبلية لها وهي نوع من التفتح والاتصال الخارجي الذي يجب أن تلجأ إليه كل مؤسسة تريد أن تنجح.. لكن وللأسف في الجزائر لا يوجد أي مكان للاتصال عند مؤسساتنا سواء كان ذلك على المستوى الداخلي أو حتى الخارجي والغريب أنه حتى المؤسسات الإعلامية الوطنية لا تفقه قيمة الاتصال الخارجي ولا تجيد تقنياته العلمية الدقيقة والمتجددة. ولدى تطرقه لموضوع "وسائل الاتصال الخارجي" خلال الدورة التكوينية الثامنة والثلاثين لنادي الصحافة ل«نجمة" نظمت نهاية الأسبوع الماضي بمعهدها ببئر خادم، أبرز السيد بيتوري أهم المفاهيم والطرق الواجب معرفتها في استعمال وسائل الاتصال من قبل أية مؤسسة للتأثير على الإعلام والزبون على حد سواء مع ضرورة حسن اختيار الدعامات الدعائية والاتصالية اللازمة على غرار البيانات الصحفية، الملفات، الندوات بالإضافة إلى وسائل أكثر توسعا كالأبواب المفتوحة والقوافل. وعلى المؤسسة -يضيف الخبير بيتوري- أن تتفتح على الخارج وأن تبني صورتها بتكييف سياستها الاتصالية وفقا للجماهير التي تتعامل معها وتخاطبها من خلال ما تنتج علما أن صورة أية مؤسسة قد لا تؤثر بشكل مباشر على رقم أعمالها لكنها تلعب وتؤثر بشكل كبير على حصتها في السوق وهذا هو الأهم، حسب المحاضر الذي أكد ان السياسة الرشيدة والحكمة المتبعة لأية مؤسسة لدى الدول المتقدمة تقول أنه من الأحسن أن تكون لك صورة جيدة ولو عندك منتوج سيئ . لكن، لماذا لا تهتم مؤسساتنا بتحسين صورتها داخليا وخارجيا، ولماذا هذا التغييب الفاضح لعامل الاتصال الخارجي ثم كيف نفسر غياب المنافسة والإشهار الجاد والمتميز لدى مؤسساتنا باستثناء تلك الناشطة في قطاع الاتصالات والسيارات؟...الجواب عند السيد بيتوري يكمن في غياب المختصين وعدم التفتح على الخارج بالإضافة إلى الشح المالي المنتهج من قبل غالبية المؤسسات التي ترى في ذلك إسرافا أو استثمارا غير مجد وهو الخطأ الذي يقع في الكثيرون مما أبقى العديد من المنتجات المحلية ذات الجودة العالية حبيسة محيطها الضيق.وتشير الأرقام إلى أن الاستثمار في سوق الإشهار والاتصالات في بلادنا لا يتعدى ال400 مليون دج وهو رقم بعيد جد البعد عن ذلك المسجل لدى جيراننا بالمغرب وتونس ولا يمكن إجراء أية مقارنة بين ما يجري عندنا وما يطبق لدى شركات عملاقة على غرار "لاكوست" مثلا التي استثمرت بداية العام الجاري ما يفوق ال130 مليون دولار لحماية ماركتها من أية قرصنة ومضاعفة قيمتها في السوق والنتيجة أنها حققت قبل نهاية العام فوائد تفوق ال58 مليون دولار.