تترقب الأوساط الكروية غدا الإثنين بكثير من الشغف، ما سيسفر عن الجلسة التي استُدعي إليها ثلاثي مولودية الجزائر كمال عمروش (رئيس مجلس الإدارة) وعمر غريب (منسق الفرع) و جمال مناد (مدرب الفريق) من طرف لجنة الطاعة والتأديب التابعة للرابطة الوطنية لكرة القدم، وذلك على خلفية رفض فريق مولودية الجزائر المشاركة في مراسم الحفل الاختتامي لنهائي كأس الجمهورية الذي رجع فيه التتويج لاتحاد الجزائر. وكان المكتب الفيدرالي للفاف قد توعّد في بيانه الأخير، باتخاذ إجراءات صارمة، وطالب الرابطة بتطبيق القانون بحذافيره، غير أن لجنة التأديب والطاعة ستجد نفسها لأول مرة أمام حالة خاصة لم يسبق لها أن درستها، مما يطرح التساؤل بحدة حول الطريقة القانونية التي ستبحث عنها هذه اللجنة لتكييف العقوبات التي ستطبقها مع القوانين التي تتعامل بها عادة في دراستها لمختلف القضايا الناتجة عن الانحرافات التي تقع في المنافسات الكروية. وبحسب كثير من المحللين الرياضيين فإن لجنة التأديب والطاعة، وفي غياب قوانين واضحة لها علاقة مباشرة بموقف فريق العميد في نهائي كأس الجمهورية، ستلجأ إلى الاعتماد على المواد التي تنبذ التحريض على خلق الفوضى والعنف في الملاعب؛ باعتبار أن سلوك لاعبي العميد خلق حالات ارتباك وفوضى بعد نهاية المباراة، ولم يسمح بإنهاء الحفل الاختتامي في الموعد المحدد له. كما ستعتمد اللجنة في دراسة هذه القضية على المواد التي تنبذ التصريحات الجارحة تجاه الرسميين، علما أن كلا من عمر غريب ومناد تحدثا عن ظروف مناسبة لاتحاد العاصمة لكي يتوَّج بالكأس، واتهما صراحة حكم المباراة جمال حيمودي بالتحيز لصالح الفريق الخصم. وعلمنا في هذا الصدد أن لجنة التحكيم ستتأسس كطرف في هذه القضية للدفاع عن جمال حيمودي، لا سيما أن الأوساط الكروية وصفت أداءه في تلك المباراة بالجيد والممتاز، فضلا عن أن موقف مناد وغريب من الحكم حيمودي ظهر متناقضا مع ما صدر عن رئيس مجلس إدارة العميد كمال عمروش، الذي قدّم بصفة رسمية اعتذاراته للحكم الدولي، وذهب عمروش إلى حد التوعد بمعاقبة الأطراف التي تسببت في الأحداث التي وقعت في نهائي كأس الجمهورية. وينم هذا التصريح عن وجود نية واضحة من مجلس إدارة العميد للتخلص من عمر غريب، الذي أصبح يشكل إزعاجا كبيرا لإدارة النادي، التي لا تريد تحمّل تبعات المشاكل التي تسبب في خلقها منسق فرع كرة القدم، الذي أصبح يشعر بوقوعه في عزلة تامة، لا سيما بعد صدور رد فعل من بعض اللاعبين، الذين صرحوا بأنهم لم يقاطعوا حفل مراسيم توزيع الكأس والميداليات بمحض إرادتهم، مؤكدين أنهم التزموا بتعليمات منسق الفرع، فضلا عن أن الأغلبية الكبيرة من أنصار الفريق أصبحت تطالب جهرا بإحداث تغييرات جذرية في التركيبة الإدارية التي لها علاقة مباشرة بتسيير الفريق. غير أن مجلس إدارة مولودية الجزائر، الذي يعقد غدا اجتماعا طارئا لدراسة الوضع داخل الفريق، لن يتخذ أي قرار قبل صدور العقوبات من لجنة التأديب والطاعة التابعة للرابطة الوطنية.