تواصلت معركة القصير بين القوات النظامية السورية المدعومة بمقاتلي حزب الله، وبين المعارضين المسلحين الذين يحاولون الحفاظ على آخر مواقعهم بهذه المدينة الاستراتيجية الواقعة بالقرب من الحدود مع لبنان. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن معارك ضارية تدور رحاها بالقصير منذ 19 ماي الماضي، ضمن صراع بين الفرقاء السوريين على من يفرض سيطرته على هذه المدينة لأهميتها الاستراتيجية. وبحسب المرصد، فإن مقاتلي المعارضة ورغم حصولهم في الأيام الأخيرة على تعزيزات عسكرية، تراجعوا باتجاه شمال المدينة، بعدما تعرضت مواقعهم لعمليات قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة، نفذها الجيش النظامي الذي يسعى لفرض سيطرته على كامل المدينة من أجل فتح رواق آمن بين العاصمة دمشق ومدن الساحل السوري. وأكدت المنظمة الحقوقية السورية، أن الجيش النظامي عزز مواقعه مع وصول المزيد من القوات مجهزة بالعتاد العسكري خاصة المدرعات. وأمام استمرار معركة القصير، حيا ائتلاف المعارضة السورية ما وصفه ب«شجاعة المقاومة” لدى المعارضين المسلحين، الذين قال إنهم يحاولون ”التصدي للغزاة”، في إشارة إلى مقاتلي حزب الله اللبناني الذي اعترف أمينه العام حسن نصر الله أنه أرسلهم إلى جبهات القتال في سوريا. وأضاف، أن ”الشعب سيواصل كفاحه من أجل تحرير أرضه مهما كان الثمن، ويحمل حزب الله على سحب قواته شاء أم أبى”. واستغلت المعارضة السورية معركة القصير لترفعها كورقة ضغط باتجاه المجموعة الدولية التي تطالبها بالمشاركة في ندوة ”جنيف 2 ”، الرامية إلى تسوية الأزمة السورية عبر المفاوضات المباشرة. وبررت الشروط التي وضعتها من أجل المشاركة في هذه الندوة، ومن ضمنها تنحي الرئيس السوري عن السلطة أنّ ”الأسد لا يحترم الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى اتفاق، ويعمل فقط من أجل ربح الوقت لمزيد من القتل والدمار والإرهاب”. يذكر، أن النظام السوري كان قد أعطى موافقته على المشاركة في ندوة جنيف 2 التي دعت إليها كل من موسكو وواشنطن، في وقت بقيت فيه المعارضة مترددة ولم تفصح عن موقفها النهائي من هذه الندوة، التي ترى فيها المجموعة الدولية بمثابة الفرصة لوقف حمام الدم الذي راح ضحيته قرابة 100 ألف قتيل منذ اندلاع هذا الصراع قبل ثلاثة سنوات.