قرر الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، فتح تحقيق حول الأحداث والاضطرابات التي طبعت سير اختبارات امتحان شهادة البكالوريا في يومه الثالث، واعتبر المواضيع الاختيارية الثلاثة التي تضمنها امتحان الفلسفة في شعبتي آداب وعلوم إنسانية وآداب وفلسفة "لم تخرج بتاتا عن المقرر الرسمي"، كما دعت الفيدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ، من جهتها، أيضا إلى ضرورة فتح تحقيق معمق حول ما أحاط هذا الاختبار من اضطرابات وأحداث. فقد كشف السيد عيسى ميرازي، الأمين العام للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، في تصريح لوكالة الانباء، بأن الديوان قرر مباشرة تحقيقاته حول الأحداث التي صاحبت سير اختبار مادة الفلسفة في اليوم الثالث من الامتحانات، مباشرة بعد تسلمه تقارير الجهات المعنية، مجددا بالمناسبة حرص الدولة على إعطاء هذا الامتحان مصداقيته المعهودة حتى يرقى دوما إلى مستوى تطلعات المدرسة الجزائرية ويصبح مفخرة منظومتها التربوية. وفي حين شدد على أن البكالوريا شهادة تكتسب بفضل المجهودات المبذولة طيلة المسار الدراسي، أكد السيد ميرازي بأن المواضيع الاختيارية الثلاثة التي تضمنها امتحان الفلسفة في شعبتي آداب وعلوم إنسانية وآداب وفلسفة "لم تخرج بتاتا عن المقرر الرسمي"، مشيرا إلى أن بعض المترشحين الذين وصفهم ب”المشاغبين" قاموا مباشرة بعد اطلاعهم على أوراق الاختبار، بتكسير الكراسي والطاولات وحاولوا الاعتداء على الحراس المشرفين على تأطير العملية، مما تطلب تدخل مصالح الأمن للتحكم في الوضع. وأوضح المتحدث بأنه بالرغم مما حصل إلا أن تلك الأحداث لم تؤثر إطلاقا في مجريات امتحان البكالوريا، لأنها كانت -حسبه- أحداثا منعزلة "شهدتها بعض مراكز الإجراء في عدد قليل جدا من ولايات الوطن وتسبب فيها مترشحون مشاغبون اعتقادا منهم بأن مواضيع الاختبارات لا تمت بصلة لما تضمنته مقررات السنة الدراسية". وسجل المسؤول بأنه عموما فإن "الامتحانات سارت بشكل جيد منذ انطلاقها، وذلك يعود إلى تضافر جهود جميع الجهات المعنية من أساتذة ومؤطرين وسلطات محلية وأجهزة أمنية". وفي سياق متصل، أكدت الفيدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ، من جهتها، ضرورة فتح تحقيق معمق حول ما أحاط اختبار مادة الفلسفة من اضطرابات، وطالب رئيسها، السيد الحاج بشير دلالو، بضرورة تحديد المتسبب أو المتسببين في الفوضى التي شابت عددا من مراكز الامتحان، مشددا في نفس الصدد على أن هذا التحقيق لا بد أن يفضي إلى اتخاذ إجراءات عملية إزاء ما وقع من تغليط وتضليل للمترشحين، الذين انساقوا "وراء مغالطات تم الترويج لها على صفحات الفايسبوك". وبعد أن سجل بأن هذه التصرفات تحدث لأول مرة في تاريخ المنظومة التربوية الوطنية، حث السيد دلالو الوزارة الوصية على التعامل مع القضية بصرامة وحزم، ودعاها إلى موافاة أولياء التلاميذ بكل تفاصيل معالجتها بإعتبارهم شركاء مهمين في العملية التربوية، مقدرا في نفس السياق بأن "حل مثل هذه المشاكل يبدأ أولا بمنع إدخال الهواتف النقالة إلى مراكز إجراء امتحان البكالوريا وإنهاء العمل نهائيا بنظام العتبة الذي أدخل التلاميذ في دوامة الاتكالية وعدم المسؤولية". وأشار السيد دلالو في المقابل إلى ضرورة تخفيف البرامج والمناهج والحجم الساعي للمنظومة التعليمية قصد تمكين التلاميذ من إنهاء المقررات قبل نهاية السنة الدراسية وتمكين المقبلين منهم على الامتحانات الرسمية من المراجعة بكل أريحية، مقترحا في نفس الصدد اللجوء إلى دورة ثانية للبكالوريا لتفادي وقوع مثل هذه الحوادث ومنح فرصة أخرى لنجاح التلميذ الذي لم يسعفه الحظ في الدورة الأولى. وقد أسدل الستار، أول أمس، على امتحان شهادة البكالوريا، دورة جوان 2013، بإجراء مترشحي شعب اللغات والفيزياء والعلوم التجريبية والرياضيات وتقني رياضي واقتصاد وتسيير لآخر الاختبارات في مواد اللغة الألمانية أو الإسبانية واقتصاد وتسيير ومادة الفلسفة. وبمرور هذه المرحلة الحاسمة تبدأ مرحلة العد العكسي للمترشحين، ومعها يبدأ قلق الكثير منهم وترقب موعد ال7 جويلية المقبل للإعلان عن النتائج. وللإشارة، فقد بلغ إجمالي المترشحين المسجلين لإجراء هذا الامتحان على المستوى الوطني 566694 مترشحا من بينهم 391622 مترشحا نظاميا و175072 مترشحا حرا.