المغرب يخفي المعتقلين السياسيين الصحراويين عن أنظار وفد برلمان أوروبي طالب وزير الشؤون الخارجية الروسي سيرغي لافروف باحترام حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة في الصحراء الغربية، وقال إنه "يجب التأكيد على احترام حقوق الإنسان في هذا الإقليم وفق مضمون اللائحة التي صادق عليها مجلس الأمن الدولي شهر أفريل الماضي". وقال: "إن احترام حقوق الإنسان في إطار تسوية مشكل الصحراء الغربية هام جدا بطبيعة الحال؛ إذ توجد على مستوى منظمة الأممالمتحدة لجنة خاصة، مكلَّفة بترقية حقوق الإنسان وتحديد وضعية هذا الإقليم على أساس القرارات التي تمت المصادقة عليها"، وهو ما جعله يؤكد أن تسوية قضية الصحراء الغربية "يجب أن تتم على أساس لوائح مجلس الأمن الأممي"، وهو ما تدعو إليه روسيا باستمرار؛ بما يستدعي تقديم "دعمنا الكامل لمنظمة الأممالمتحدة، لاسيما بعثة المساعي الحميدة لأمينها العام والجهود التي يبذلها مبعوثه الشخصي". من جهة أخرى، أكد نفس المسؤول تأييدها "مواصلة حوار مباشر واتصالات مباشرة بين المغرب وجبهة البوليزاريو؛ بغية تحقيق الهدف المبدئي، المتمثل في ترقية الشروط، التي قد تُطرح كقاعدة لتقرير مصير شعب الصحراء الغربية، مثلما تفرضه لوائح مجلس الأمن الأممي". في نفس السياق، صرح المسؤول الروسي يقول إن "اللائحة الأخيرة المتعلقة بمسألة الصحراء الغربية المصادق عليها من طرف مجلس الأمن في أفريل الماضي، تضمنت مسألة احترام حقوق الإنسان في هذه الأراضي". وجاءت تأكيدات وزير الخارجية الروسي في وقت أقدمت فيه سلطات الاحتلال المغربي، على إخفاء المعتقلين السياسيين الصحراويين الموجودين بسجن لكحل بالعيون عاصمة الصحراء الغربية المحتلة، عن أنظار وفد البرلمان الأوروبي الذي يزور المنطقة منذ يومين. وأكدت وكالة الأنباء الصحراوية أن "سلطات الاحتلال المغربي قامت بتحويل المعتقلين السياسيين الصحراويين إلى جناح خاص داخل المعتقل؛ حتى لا يتمكن وفد البرلمان الأوروبي من رؤيتهم"، مشيرة إلى أن هذه "المبادرة المكشوفة لم تنطلِ على الزوار". وأضافت أن "سلطات الاحتلال المغربي كانت قد رحّلت ستة معتقلين صحراويين من سجن لكحل إلى سجن بالدخلة المحتلة في إطار خطتها التحايلية، إلى جانب ترحيلها لعدد كبير من سجناء الحق العام من نفس السجن إلى معتقلات داخل المغرب؛ للتخفيف من اكتظاظ سجن لكحل". وشرع وفد عن البرلمان الأوروبي في زيارته لمدينة العيون المحتلة منذ السبت الأخير في إطار مهمة "للاطلاع على الوضعية المزرية لحقوق الإنسان بالمناطق المحتلة بالصحراء الغربية". من جهة أخرى، جدّد رئيس جمهورية تنزانيا الاتحادية جكاي مريشو كيكويتي، التأكيد على موقف بلاده الثابت والمؤيد لكفاح الشعب الصحراوي العادل والشرعي؛ من أجل تقرير المصير والاستقلال. وأكد الرئيس التنزاني لدى استقباله محمد سالم ولد السالك عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليزاريو ووزير الخارجية والمبعوث الشخصي للرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز، موقف بلاده الثابت والدائم للشعب الصحراوي في كفاحه من أجل الانعتاق والتحرر من الاحتلال المغربي. وسلّم السيد ولد السالك خلال اللقاء رسالة إلى الرئيس التنزاني من نظيره الصحراوي، أطلعه فيها على آخر مستجدات القضية الصحراوية والعراقيل التي لازال يضعها الاحتلال المغربي أمام تطبيق قرارات الأممالمتحدة والمجتمع الدولي، الرامية إلى تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة إفريقية طبقا للشرعية الدولية. وأكد رئيس الدبلوماسية الصحراوية بالمناسبة، أن المغرب لازال يصعّد في سياسته القمعية وفي انتهاكاته الجسيمة والممنهجة لحقوق الإنسان بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية. وقد حضر اللقاء عن الجانب التنزاني وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي برنارد ميميبي ومستشارو الرئيس وكذا سفير الجمهورية الصحراوية بتنزانيا السيد إبراهيم السالم بوسيف. واعترفت جمهورية تانزانيا الاتحادية بالجمهورية الصحراوية في 9 نوفمبر 1978، وتوطّدت العلاقات أكثر خلال زيارة الدولة التي قام بها من 24 إلى 25 جوان 2012 رئيس الجمهورية العربية الصحراوية محمد عبد العزيز لهذا البلد.