تقاطعت تصريحات المسؤولين الصحراويين على أن جبهة البوليزاريو ستتجه إلى الجولة المقبلة من المفاوضات غير الرسمية مع المغرب المقررة بعد غد الإثنين في منتجع مانهاست الأمريكي بنية جادة من اجل إيجاد مخرج سلمي لنزاعها مع المغرب يحترم حق شعب هذا البلد المحتل في تقرير مصيره. وأكد وزير الخارجية الصحراوي محمد سالم ولد السالك قبل يومين من انطلاق هذه المفاوضات أن جبهة البوليزاريو في وضع مريح لمباشرة هذه المحادثات ''بما أن الشرعية الدولية إلى جانبنا فضلا عن عدم وضعنا لأي شرط خارج مطالب الأممالمتحدة المتضمنة في مختلف قرارات الجمعية العامة ولوائح مجلس الأمن الدولي''. وذكر رئيس الدبلوماسية الصحراوي بأن جبهة البوليزاريو ''سبق أن قبلنا اقتراح إضافة خيار الحكم الذاتي المقترح من قبل المغرب إلى جانب خيار الاستقلال أو الانضمام إلى المغرب'' مبرزا رفض الرباط لأي حل آخر خارج عن اقتراح الحكم الذاتي كحل نهائي. من جانبه أكد رئيس البرلمان الصحراوي خاطري آدوه والذي سيقود الوفد المفاوض إلى مانهاست أن الطرف الصحراوي ذاهب إلى جولة المفاوضات المقبلة مع المغرب ب''نوايا خالصة مثلما كان دائما''. وقال ''نسعى تحت مظلة الأممالمتحدة وجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للتوصل إلى الصيغة التي تمكن الشعب الصحراوي في نهاية المطاف من التعبير عن إرادته الحرة وتقرير مصيره بكل حرية عبر استفتاء شفاف ديمقراطي تشرف عليه الأممالمتحدة وتضمن نتائجه''. وتقرر عقد لقاء ثالث غير رسمي بين جبهة البوليزاريو والمغرب مباشرة بعد انتهاء الموفد الأممي إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس من جولته المغاربية الأخيرة والتي تمكن خلالها من إقناع طرفي النزاع الصحراوي من الجلوس مجددا إلى طاولة الحوار حتى وإن كان ذلك في لقاء غير رسمي. ويأتي عقد هذا اللقاء في وقت لا تزال تداعيات اغتيال الطفل الصحراوي ناجم كرخي بنيران الجيش المغربي وفرار السكان الصحراويين المحتجين على الاحتلال المغربي لمدنهم متواصلة. وهو ما سيجعل المقاومة الصحراوية السلمية والقمع المغربي ضد أبناء الشعب الصحراوي تلقي بظلالها على مجريات هذا اللقاء. وتواصلت موجة الإدانة لاغتيال الطفل الصحراوي حيث نددت كل من الفيدرالية الدولية لرابطات حقوق الإنسان والمنظمة المغربية لحقوق الإنسان اغتيال الطفل ناجم كرخي بالعيونالمحتلة. وأعربت المنظمتان الحقوقيتان عن ''انشغالهما العميق'' بعد مقتل ناجم كرخي الذي لم يتعد عمره 14 سنة والذي اغتالته قوات الأمن المغربية يوم 25 أكتوبر الماضي بالقرب من مدينة العيون بالصحراء الغربية فيما كان يحاول دخول مخيم أقامه مواطنو المدينة ''احتجاجا منهم على تدهور ظروفهم المعيشية''. وفي هذا السياق أكدت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان أنها أحيطت علما بفتح المحكمة لتحقيق حول مقتل الطفل الصحراوي وطالبت بضرورة الإسراع في إعلام عائلة الضحية ووسائل الإعلام بنتاج هذا التحقيق.وكانت منظمة العفو الدولية قد طالبت من جانبها السلطات المغربية بفتح تحقيق من اجل التوصل إلى الأسباب والظروف التي أدت إلى مقتل الطفل الصحراوي . وشكلت الوضعية المزرية لأكثر من 20 ألف نازح صحراوي محتجين على ظروف معيشتهم المأساوية في المدن المحتلة محل اهتمام وسائل إعلام مختلفة في أوروبا. فقد نقلت صحيفة ''لا ريبوبليكا'' الايطالية إن هؤلاء النازحين شرعوا في حركة احتجاجية ''من اجل الحصول على حقوقهم'' و''المطالبة بالاستقلال''. وقالت الصحيفة أنها ''قصة تدوم منذ عشرات السنين واستفتاء طال انتظاره'' مشيرة إلى القمع الممارس على الصحراويين. وجاء في المقال ''إن أهل الصحراء'' يقيمون خارج عاصمة الصحراء الغربيةالعيون ''متحدين الجيش المغربي'' مضيفا انه ''بعد عشرين سنة من وقف إطلاق النار أضحت الصحراء الغربية ربما ساحة معركة''. وهي المعاناة نفسها التي شكلت موضوع تحقيق صحفي بثته الخميس الأخير إذاعة فرنسا الدولية التي يتم التقاطها بداكار مؤكدة على أن الصحراويين يقاومون وهم متشبثون باستقلالهم. كما أكدت على الوضعية المأساوية التي يعيشها 20 ألف صحراوي تحت الخيم في الصحراء بعد أن فروا من مدينة العيونالمحتلة. وقالت إنه ''بعد 35 سنة من ضم هذا الجزء من الصحراء فإن العديد يحس أنه مهمش في أرضه''.