عاش جمهور تيمقاد أحلى سهرات فعاليات الطبعة الخامسة والثلاثين، صنع فيها الكينغ خالد الفرجة، وهو الذي يحضر المهرجان لثاني مرة بعد غياب دام خمس سنوات. فكانت سهرة متميزة كما ونوعا، انفرد فيها الشاب خالد الذي اعتلى منصة الركح تحت تصفيقات الجمهور الذي حضر للمسرح عند الساعة الخامسة مساء، ولم يعد هناك مجال للحديث بباتنة سوى عن الحدث الفني الذي استقطب إليه جمهورا غفيرا خلافا لما عرفته الطبعات السابقة. وقد تجندت للحدث الفني عدة قطاعات لضمان الفرجة والمتعة، حيث خضعت المدينة الأثرية لاجراءات أمنية لتنظيم حركة الدخول وتوفير أجواء سهرة آمنة، حركة مميزة عرفتها مدينة باتنة صنعها الشباب الذين قدموا من مختلف ولايات الوطن لمعانقة الكينغ بركح المسرح الروماني الجديد. مشهد جسده حضور ”الراي” في بعده العالمي وما اكتسبه من شهرة، والجميع ظل متشوقا لرؤية الشاب خالد حتى ساعة متأخرة من الليل عندما اعتلى المنصة في حدود منتصف الليل وظهر كعادته يحيي جمهوره في مشهد لا يوصف، معبرا عن الصلة الوثيقة التي تربطه بشباب الجزائر وليس فقط بجمهور تيمقاد. وقد وقف الجميع للنشيد الوطني احتفاء بالعيد ال51 للاستقلال عند الساعة الصفر لتبدأ الفرحة، حيث حرك الركح فتمايل الشباب ورقصوا لروائعه وعاشوا لحظات من المتعة الفنية التي تستهوي الشباب، واستحضر الكينغ روائعه التي استمد منها شهرته العالمية في مسار فني طويل وأعاد الذاكرة لباكورة أعماله الفنية من ”ديدي”، ”أصحاب البارود”، ”عائشة” إلى ”عبد القادر يابوعلام”، ”ولله ياجزائر”، محطات فنية أحضر منها أغانيه لهذه السهرة التي دامت أزيد من ساعة ونصف الساعة حمل فيها الشاب خالد هموم الشاب في مواضيع اجتماعية في تناسق موسيقي وصوته على وقع اللمسة الفنية التي اعتمدها في رقصات معبرة امتد صداها لحجارة ركح المسرح الروماني غير بعيد عن الركح الجديد. ملك” الراي” الذي جسد حبه للوطن في روائعه كان حريصا على شد الانتباه بمعية فرقته فأحدث التناسق والتناغم في أغنيته الشهيرة ”سي لافي”. الحضور النسوي كان مميزا في هذه السهرة الفنية فوق المدرجات، حيث تابعت الحاضرات السهرة بألوان الراية الجزائرية على وقع أنغام الراي التي رددها الجمهور مع الكينغ طيلة السهرة، ولم يرتح له بال إلا عندما غادر الجميع الركح في مواكب لا توصف في اتجاه مدينة باتنة تاركين المدينة الأثرية تركن للراحة وهي التي تعودت هذه الحركة طيلة أيام المهرجان في كل سنة. الكينغ الذي يكون قد أخذ صورة جميلة بوصف المكان والزمان ترك الانطباع الجيد عن سيرة الفنان الجزائري الذي يثمن الأعمال الفنية، لم يستبعد ضمن طموحاته الفنية فكرة إنجاز أعمال فنية تروق ذوق الشباب. يذكر أن حفل الختام تضمن تقديم عروض فنية برمجت خصيصا للشباب الذين تفاعلوا مع أنغام ”الهيب هوب والراب”، حيث أبدع كل من كريم قانق وسيرلي إضافة لبالي ديوان الثقافة والإعلام والشاب عزو.