تتواصل سهرات الطبعة الخامسة والثلاثين لمهرجان تيمقاد الدولي في أجواء عائلية يطبعها التنظيم المحكم، وميّز السهرة الرابعة تناسق الأداء على المنصة ورجع للصدى من مدرجات ركح المسرح الروماني الذي عاش لحظات من الفرح والانسجام والتفاعل مع الفرقة الأندونيسية ”ديبو” والصينية ”أركن” وأداء المغني الأمريكي ”براكة بلوز”. رغم قلّة الجمهور إلا أنه بدا متميزا منذ أن خاطبه الأمريكي ”براكة بلو” الذي افتتح السهرة بتحية الإسلام ووجد المتعة فوق الركح وأمتع الجمهور بروائع ولوحات فنية، وموسيقية ورقصات أبدعت في تقديمها شابة مفعمة بالحياة والرغبة في السلام. من جهتها، جسّدت ”أركن” الصينية التواصل كما فعلته من قبل فرقتا ”إينجياني ايتولان” و«المقامات الاثنتا عشرة” سنة 2009، ولم يكن حاجز اللغة بينه وبين جمهور تيمقاد عائقا في هذه السهرة باعتماده الإيقاع الأندلسي والتركي في صور لا منتهية خلقت الفرجة عندما تمايل الشباب على الإيقاع المعبّر عن الأصالة والتأصيل بطريقة ذكية أعادت إلى الأذهان صور الحياة الاجتماعية التي تناولها في أغانيه في انسجام خلق علاقة حميمية مع الجمهور، ووظّفت الفرقة النمط الموسيقي الذي يخدم البشرية بطريقة فنية، فانبهر الجميع بالمستوى الراقي الذي جسّدته عمليا. ولم تحد فرقة ”ديبو” الأندونيسية عن القاعدة مستعملة 22 آلة موسيقية في اللون الصوفي الذي يتولى اختيار كلماته الشيخ فتاح والد مغني هذه الفرقة مصطفى داود، وتمكّنت في وقت قصير من كسب ود الجمهور الذي عاش لحظات من المتعة في هذه السهرة المتميزة. وأجمع ضيوف المهرجان من الفنانين عن سعادتهم لما لقوه من حفاوة الاستقبال في الجزائر مؤكّدين تواصلهم بلغة الفن التي تخدم الإنسانية.