يطلق المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني ”انجاز الدشيش” بولاية سكيكدة، مشروعا جديدا لزراعة الخضر في بيوت بلاستيكية بتقنية التحكم عن بعد، وتعد هذه البيوت الأولى من نوعها في الجزائر، حيث تعتبر أوتوماتيكية 100 بالمائة، مما يسهل العمل في المزارع ويوفر الوقت، المال وراحة البال، هذا ما أكدته صوفيا جمعي، أستاذة مختصة في صيانة أجهزة الإعلام الآلي بالمركز. وأكدت جمعي التي كان ل” المساء” لقاء معها، على هامش صالون التكوين المهني الذي نظم بمناسبة احتفالية الخمسينية في إطار ذاكرة وإنجازات، أن هذا المعهد خطا خطوة إيجابية نحو الإدماج بين القطاعات التالية: الفلاحي، الزراعي، التكنولوجي والإعلام الآلي، حيث تتجلى ثمار هذه المجهودات بتحصيل بيوت بلاستيكية يمكن التحكم فيها عن بعد بفضل لوحة تحكم، إذ قالت الأستاذة: ”دائما ما تكون التكنولوجيا منفصلة عن الزراعة، إلى أن أصبح هذا القطاع لا يشهد أية تطورات، ويعتمد كليا على الوسائل التقليدية التي تتطلب جهدا عضليا وساعات طويلة من العمل، مما يرهق المزارع والفلاح، إلا أن هذا المشروع سيخفف عليه الشقاء، إذ يمكن للمزارع أن يتابع ويسير كل شيء من غرفة التحكم. ويهدف المشروع حسب المختصة إلى تطوير زراعة الخضر أو الفواكه أو حتى غرس نباتات الزينة، كونه يتحكم في عامل الضوء بفضل مصابيح تستعمل بدل الشمس، تُشغل وتطفأ حسب الضرورة بزر تحكم لتعديل التركيب الضوئي، إلى جانب التحكم في الرطوبة والتهوية عن طريق فتح نوافد بطريقة أوتوماتيكية وإطلاق مروحيات، كما تتحكم هذه المفاتيح في درجة الحرارة، فعندما يلاحظ المزارع ارتفاعا أو انخفاضا في درجات الحرارة بفضل الترمومتر الموجود في غرفة التحكم، يلجأ إلى رفع أو تخفيض المكيفات الهوائية، حسب المطلوب. والجدير بالذكر أن هذا المشروع شارك في أولمبياد 2012 بولاية سكيكدة، حيث لقى استحسان العديد من المقبلين على المعرض، لاسيما المزارعين وحتى مربي الدواجن من مختلف ولايات الوطن. وللإشارة، كانت انطلاقة المشروع على يد متربص، حيث كان الموضوع محور دراسة تخرجه، وبعد ذلك وضعت عليه بعض التعديلات التجميلية لإعطائه المظهر النهائي، كما أن تحقيق هذا المشروع على أرض الواقع كان نتيجة تضافر جهود المعهد والمركز المتخصص في الأليمنيوم ”حمادي كروم” والمديرية الولائية لسكيكدة. من جهة أخرى، لم يهمش محققو المشروع الجانب المالي له، إذ تمت دراسة تقنية واقتصادية بفضل محاسبين من أجل معرفة كل إيجابياته وسلبياته. وتضيف الأستاذة أن التجربة الأولى كانت على الطماطم، وتم تحصيل ربح بعد 6 أشهر من الزراعة مقدر ب 30 مليون سنتيم لبيت بلاستيكي بمساحة 400 متر مربع.