استمتع جمهور المهرجان العربي الإفريقي للرقص الفلكلوري في طبعته الثامنة، بعرض جميل ورائع لفرقة “رام دي” من كوت ديفوار التي أبدعت وككلّ مرة لوحات جميلة على ركح المسرح الجهوي “كاتب ياسين”، حيث استعرضت رقصاتها التقليدية الجملية المستوحاة من التراث الإفريقي الأصيل، كما أبهرت فرقة “البالي البربري واترلو” من فرنسا، الجمهور بأدائها المميّز لرقصات جمعت بين الأصالة والمعاصرة. وجسّدت الفرقة في لوحة واحدة مجموعة من الرقصات التي تدعو إلى السلم في صورة تحمل في طياتها التعدّد والتنوّع الثقافي للقارة السمراء، باعتمادها ألبسة وأقنعة خشبية وآلات موسيقية فريدة من نوعها مصنوعة من جلود الحيوانات، حيث رحلت الفرقة في عرضها الجمهور القبائلي إلى أدغال إفريقيا بعروضها الساحرة التي امتزجت بين الحركة الجسدية والروحية، ممثّلة لبلاد الفيلة، وكذا طرق احتفالهم بعادات وطقوس مختلفة موروثة، لها معان ودلائل قوية نظرا لتأثير ذلك على حياتهم اليومية. وقد لقيت اللوحة الفنية المعبّرة عن عادات وتقاليد كوت ديفوار تجاوبا كبيرا من طرف الجمهور، مما أبهر أعضاء الفرقة بتصفيقاته لكلّ رقصة أدّاها أعضاؤها على أنغام مختلفة وغناء رثائي، بسبب الحروب تارة ويمجّد تارة أخرى السلم. اللوحات الفنية جدّ رائعة أبهرت الجمهور، وما زاد جمال هذه اللوحات نغمات موسيقية جميلة متناسقة تبعث الارتياح لمستمعها، مما أدخل البهجة في نفوس الجمهور الذي تفاعل مع التنوّع الجهوي والقاري، واعتلى بعدها البالي البربري “واترلو” من فرنسا المنصة ليبدع مزيجا من الرقصات، حيث أبهرت الجمهور بأدائهن المميّز لرقصات قبائلية تتلاحم بين التراث والحداثة، وجعلت الجمهور يعيش أجمل لحظات الفرح والسعادة. ولقد نجحت الفرقة كعادتها في صنع المفاجأة واستقطاب جمهور غفير اكتظ به المسرح الجهوي “كاتب ياسين”، حيث قدّمت رقصات امتزجت بحركات منسجمة مع الأغاني والإيقاع الموسيقي القبائلي، حيث رقص على أنغام موسيقية فنية جمع بين مختلف الطبوع الغنائية الجزائرية، بدءا من الفنان تاكفاريناس، الكينغ خالد ويمينة.