أسدل، ليلة أول أمس الأحد، الستار على فعاليات المهرجان العربي الإفريقي للرقص الفولكلوري التي احتضنتها ولاية تيزي وزو منذ الخامس جويلية بحضور فرق ممثلة ل17 بلدا عربيا وإفريقيا، بتكريم المشاركين في هذا العرس الثقافي الذي جمع مختلف الأجناس والثقافات التي حطت رحالها بعاصمة جرجرة أسبوعا كاملا والتي فتحت قلبها وأبوابها للفرق المشاركة التي أمتعت جمهور الولاية وبلدياتها المحتضنة لمختلف العروض الفلكلورية الذي عاش طيلة أيام التظاهرة الفرجة والفرح والرقص على إيقاعات عربية وإفريقية. وتميز حفل الاختتام بإبداع الفرق المشاركة في رقصات جميلة مجسدة في لوحة فنية رائعة، حيث أبدعت كل من فرقة ''الديوان'' من ولاية معسكر التي تعرف وتنفرد بتوحيدها للتقديس والعرض، وأمتعت طيلة تواجدها فوق المنصة الجمهور برقصاتها وأنغامها الجميلة إضافة إلى المدائح التي تتميز بها. كما قدمت فرقة ''واتوسيتا'' التي جاءت من موطن الفيلة من عمق القارة السمراء السنغال، التي تركت العنان للمشاهد ليستمتع بجمال السنغال من خلال لوحة فنية رائعة منبعثة من عمق التراث الثقافي السنغالي. أما فرقة ''موموشة'' من المغرب فأبدعت في رقصة فنية من التراث المغربي تحت شعار ''صوت الأطلس''، حيث سعت الفرقة من خلال حركاتها الجميلة المتناسقة إلى إحياء الموروث الثقافي المغربي والعمل على نقله من جيل لأخر، عبر الإبداع وتكوين أجيال صاعدة ونشر أسس تعتمد عليها في أدائها الفني الذي أبهر الجمهور، تلك العروض المستمدة من واقع رحلت من خلاله فرقة ''موموشة'' بالجمهور القبائلي إلى سنين خلت إلى الوراء للتعريف بأمازيغ المغرب. ومن إفريقيا البيضاء، رحلت فرقة ''الابعال'' من النيجر بعد فرقة ''واتوسيتا'' السنغال، بالجمهور الكبير إلى إفريقيا السمراء مرة أخرى لتجسد هي الأخرى فوق المنصة لوحة كوريغرافية جميلة زادتها جمالا تلك الألبسة والأقنعة والألوان التي زين بها أعضاء الفرقة وجوهم والمستوحاة من الطبيعة والتي ترمز لحيوانات. ليأتي فيما بعد دور منطقة القبائل لإظهار عاداتها وتقاليدها في رقصة جميلة أدتها فرقة ''ثافات'' امسوحال تحت شعار ''منبع المواهب''، هذه الأخيرة التي أمتعت جمهورها القبائلي والفرق الأجنبية والعربية منها والإفريقية برقصة تخللتها شعائر تتغنى بالحب والاتصال بالطبيعة مع استحداث القيم، والتي حولت في لوحة فنية كوريغرافية رائعة التعريف بالمورث الثقافي لعاصمة جرجرة في ديكور فني جعلت من الرقص والغناء سبيلين لإظهار ابداعات الراقصيين في تفننهم في حركات ورقصات تحمل الكثير من الدلائل وترمز لكنز قديم وتعكس ماضي سكان جبال جرجرة الذي ومنذ سنوات خلت ظلوا يحافظون على مورثهم الثقافي والفني ونقله للأجيال الصاعدة على اعتباره جزءا من شخصيته وحياته. وقد لقيت مختلف الاستعراضات المقامة سواء بملعب أوكيل رمضان أو عبر بلديات الولاية تجاوبا كبيرا لم يكن يتوقعه أعضاء الفرق الذين عبروا عن إعجابهم بحماس الجمهور الذي اهتز على إيقاعات عربية وافريقية تحمل معاني ودلائل قوية على اعتبار أن الرقص فن وأسلوب للتعبير عن المعاناة، التحرر وغيرها فمثلا فرقة ''بالي ايرفي'' من التشاد التي تجاوب معها الجمهور بقوة وحماس كبيرين، جسدت على المنصة رقصات فنية رائعة سعت من خلالها وفي إطار ديناميكي إفريقي محض إلى تحطيم القيود بين التقليدي والحديث ما أعطى مسحة جمالية للرقصات المنبعثة من عمق إفريقيا السمراء. فرقة ''في موفا'' التي استحضرت من أعماق الذاكرة التاريخية الموروث الثقافي والفني لمدغشقر، أبحرت بالجمهور القبائلي في عالم الرمزية وبكل صدق وواقعية رسمت خلاله الفرقة برقصاتها الجذابة والمثيرة الجملية لوحات فنية راقية تدل على موهبة أعضائها الذين يتفننون في أداء رقصات إفريقية محضة. كما سافر الجمهور إلى الجنوب الجزائري ليحط رحاله بتاغردايت (غرداية)، حيث أبدعت فرقة إحياء التراث الفني ''القرابيلا'' لبني منزاب رقصة جميلة تحمل عنوان ''الفن في خدمة المصلحة العامة''، حيث تعتبر الفرقة دق الطبل تحذيرا وتنبيها للخطر المحدق وهو ما تستحدثه فرقة بني مزاب من خلال رقصاتها وأنغامها التي تسمو بالفن إلى خدمة المصلحة العامة وتنظيم المجتمع، وظل الحماس مستمرا بملعب أوكيل رمضان، حيث أبهرت فرقة ''البالي البربي واترلو'' من فرنسا الجمهور إذ استطاعت خطف الأضواء من كل الفرق الفلكلورية المشاركة في اليوم الرابع من الطبعة السادسة للمهرجان العربي الإفريقي للرقص الفلكلوري، حيث أبهرت الجمهور بالأداء المميز لرقصات قبائلية تتلاحم بين التراث والحداثة، وكذا استعراضات فرقة ''الافامي'' من موريطانيا التي نقلت عبر رقصاتها القيم الإنسانية على الأنغام والرقصات المناشدة للسلم، ثم فرقة ''البادية'' الأردنية التي ألهبت، أول أمس، قاعة الحفلات بدار الثقافة مولود معمري، حيث رقص الجمهور رجالا ونساء على وقع إيقاعات جميلة منبعثة من عمق التراث الأردني الأصيل. نفس الأمر للعرض الذي قدمته فرقة ''اتحاد شباب الثورة للفنون الشعبية'' من سوريا التي أبدى الجمهور معها تجاوبا كبيرا وكذا استعراض فرقة ''الجزائرية'' من إسبانيا، حيث أبدعت شابات من جنسية اسبانية رقصات من مختلف الطبوع الجزائرية بمزيج من الرقصة العاصمية، الشاوية والقبائلية.