تتواصل سهرات المهرجان الثقافي العربي الإفريقي للرقص الفلكلوري في طبعته السادسة الذي تحتضنه عاصمة جرجرة منذ الخامس جويلية في جو ميزه الحماس والإقبال الكبير للعائلات للاستمتاع بوقتها والترفيه عن نفسها، حيث رقصت وصفقت وزغردت للتعبير على فرحتها واستمتاعها بكل لحظة وفي كل سهرة بشكل مختلف باختلاف الأنواع والطبوع الغنائية التي تعاقبت على منصة ملعب أوكيل رمضان والاستعراضات الفلكلورية الذي امتزجت فيها مختلف الثقافات التي جسدتها الفرق المشاركة في المهرجان بتقدميها وإبداعها رقصات فلكلورية جميلة ورائعة. افتتحت السهرة الرابعة للطبعة السادسة من فعاليات المهرجان الثقافي العربي الإفريقي للرقص الفلكلوري مع فرقة ''بالي ايرفي'' من التشاد التي تجاوب معها الجمهور بقوة وحماس كبيرين، حيث جسدت الفرقة الشابة على المنصة رقصات فنية رائعة سعت من خلالها وفي إطار ديناميكي إفريقي محض إلى تحطيم القيود بين التقليدي والحديث ما أضفى مسحة جمالية على الرقصة المنبعثة من عمق إفريقيا السمراء، ليرحل الجمهور إلى الجنوب الجزائري ويحط رحاله بتاغردايت (غرداية)، حيث أبدعت فرقة إحياء التراث الفني ''القرابيلا'' لبني منزاب في أداء رقصة جميلة تحمل عنوان 'الفن في خدمة المصلحة العامة''، حيث تعتبر الفرقة دق الطبل تحذيرا وتنبيها للخطر المحدق وهو ما تستحدثه فرقة بني مزاب من خلال رقصاتها وأنغامها التي تسمو بالفن إلى خدمة المصلحة العامة وتنظيم المجتمع، الحماس استمر بملعب أوكيل رمضان، حيث أبهرت فرقة ''في موفا'' التي استحضرت من أعماق الذاكرة التاريخية الموروث الثقافي والفني لمدغشقر، وأبحرت بالجمهور القبائلي في عالم الرمزية بكل صدق وواقعية ورسمت من خلال رقصاتها الجذابة والمثيرة الجملية لوحات فنية راقية تدل على موهبة أعضائها الذين يتفننون في أداء رقصات إفريقية محضة، كما اعتلت المنصة فرقة ''البالي البربي واترلو'' من فرنسا التي استطاعت خطف الأضواء من كل الفرق الفلكلورية المشاركة في اليوم الرابع من الطبعة السادسة للمهرجان العربي الإفريقي للرقص الفلكلوري، وإحداث الفارق الفني، حيث أبهرت الجمهور بأدائها المميز لرقصات قبائلية تجمع بين التراث والحداثة وجعلت الجمهور يعيش أجمل لحظات الفرح والسعادة، ونجحت كعادتها فرقة ''واترولو'' الفرنسة في صنع المفاجأة واستقطاب جمهور غفير الذي اكتظت به مدرجات ملعب أوكيل رمضان، حيث قدمت رقصات امتزجت وانسجمت مع الأغاني والريتم الموسيقي القبائلي، فهذه الفرقة التي تأسست سنة 2000 تتكون من 8 من جينات البحر على غرار صابين، شهرزاد، أودا، لوا، ميلاس، ميلينا، إيناس من جنسيات فرنسية، جزائرية وإيطالية التي أدت مشاهد في غاية الرقة والجمال، والتي دلت على إمكانية المزج بين الأصالة والمعاصرة. وختمت العروض الفلكلورية فرقة ''اولاد نايل بوسعادة'' الممثلة لولاية المسيلة، التي جسدت على المنصة لوحة فنية جميلة وهي مزيج ثقافي من الهضاب العليا، حيث رقصت الفرقة (رجال ونساء الهضاب) ورقص معها الجمهور الوافد على الملعب على أنغام موسيقية قديمة مستوحاة من التراث مجسدة في لوحات فلكلورية وكوريغرافية في غاية الجمال والأناقة رحلت عبرها بالجمهور القبائلي عبر الزمن.