كرم الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، أمس، المتفوقين في شهادة البكالوريا للسنة الدراسية 2012 -2013، حيث جرى الحفل بقصر الشعب بالجزائر العاصمة بحضور مسؤولين سامين في الدولة وأعضاء من الحكومة وكذا أولياء التلاميذ المتفوقين. وقلد الوزير الأول في الحفل التكريمي الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية لأولى المتفوقات وهن على التوالي بوقسري عفاف فاطمة الزهراء من معسكر التي حازت على أول معدل وطني (45، 18) في شعبة العلوم التجريبية، شعلال الحاجة من تيسمسيلت بمعدل (28، 18) شعبة الرياضيات وبن داود تسعديت من سطيف بمعدل (15، 18) في شعبة العلوم التجريبية. كما سلم الوزير الأول هدايا وشهادات لباقي المتفوقين المكرمين الذين قدر عددهم خلال هذا الحفل ب60 ناجحا ممن نالوا تقدير ممتاز وجيد جدا، إلى جانب تكريم ناجحين من ذوي الاحتياجات الخاصة. وقد استفادت هذه النخبة المتفوقة من أجهزة كمبيوتر محمولة وكذا رحلة إلى كل من تركيا وماليزيا. واغتنم وزير التربية الوطنية، السيد عبد اللطيف بابا أحمد، هذه المناسبة للإشادة بحرص رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة على رعاية النخبة المتفوقة، مشيرا إلى أن مسألة إصلاح المنظومة التربوية تظل من أولوياته ومن اهتماماته الثابتة. كما نوه في هذا الصدد بالإمكانيات الكبيرة الممنوحة لصالح قطاع التربية الوطنية قصد ضمان نوعية راقية في التعليم في المنظومة التربوية الوطنية. من جهة أخرى، أرجع وزير التربية الوطنية انخفاض نسبة النجاح في بكالوريا 2013 على ضوء التحليل الأولي الذي قامت به الجهات المختصة إلى "النسب الضعيفة التي سجلتها نتائج الشعب الأدبية على عكس تلك المسجلة في شعبتي الرياضيات وتقني رياضي"، إضافة إلى تفاوت نتائج ولايات الوطن مما يستدعي التكفل بدراسة هذا الأمر، مشيرا في هذا الصدد إلى أن هذه الشعب (آداب وفلسفة ولغات) "ستكون محل دراسة تشخيصية معمقة، مما سيسمح بتحديد عملية المعالجة من جميع النواحي". وقال الوزير إنه على الرغم من هذه النتائج إلا أنها تظل مقبولة وذلك بسبب "عدم العمل بنظام الإنقاذ". مضيفا أن القطاع يفضل أن "ينجح المترشح بإمكانياته الذاتية وينال الشهادة بفضل اجتهاده". وركز السيد بابا احمد على نوعية النتائج التي جاءت على حساب الكم، مشيرا إلى أن عدد الحاصلين على شهادة البكالوريا بتقدير بلغ 022 51 ناجحا من بين 397 171 نالوا البكالوريا أي ما يعادل 30 بالمائة من مجموع الناجحين. وسجل الوزير عدم رضاه عن النسبة المسجلة بالقول أن نتائج بكالوريا هذه السنة "ما تزال ضعيفة ودون المستوى المطلوب"، مؤكدا ضرورة العمل على تصحيح الأوضاع وتدارك مواطن الضعف لترجمة الجهود المبذولة على كافة المستويات. للإشارة، بلغت نسبة النجاح الوطنية لدورة جوان من هذه السنة 78، 44 بالمائة، حيث حازت ولاية تيزي وزو على المرتبة الأولى على المستوى الوطني بنسبة نجاح تقدر ب95، 60 بالمائة. كما بلغ عدد الناجحين بتقدير ممتاز ب05 ناجحين، فيما نال 1241 مترشحا الشهادة بتقدير جيد جدا، بينما تمكن 4768 مترشحا آخر من بلوغ علامة 20/20 في بعض المواد. أما بالنسبة للمترشحين الأحرار، فقد بلغت نسبة النجاح 17,72 بالمائة (242 23 ناجحا) فيما قدرت لدى مترشحي المدارس الخاصة ب31,20 بالمائة (638 ناجحا). ومن حيث نسبة النجاح الوطنية حسب الشعب، فقد تمكن مرشحو شعبة تقني رياضي (هندسة مدنية) من افتكاك المرتبة الأولى بحصولهم على نسبة 34، 61 بالمائة من النجاح، أمام شعبة رياضيات (65، 58 بالمائة) ثم شعبتي تقني رياضي (هندسة كهربائية) (02، 57 بالمائة) ولغات أجنبية (30، 56 بالمائة). أما شعبة الآداب والفلسفة فقد تحصلت على أضعف نسبة للنجاح وذلك ب50، 31 بالمائة. للتذكير، فقد بلغ النجاح في امتحان شهادة البكالوريا دورة جوان 2012 نسبة 84، 58 بالمائة.وفي تصريح لنا عبرت المتفوقة الأولى وطنيا، عفاف فاطمة الزهراء بوقسري، عن سعادتها الكبيرة لهذا الانجاز مشيرة إلى أن نجاحها كان بفضل مجهوداتها ورعاية الوالدين لاسيما والدتها التي تعمل في سلك التعليم. وتطمح فاطمة الزهراء إلى مواصلة البحث العلمي بدخولها كلية الطب والتخصص في مجالات واسعة وأن تساهم في تطوير الجزائر بحيث تكون ابنة وفية لها من خلال وضع بصمتها الخاصة. في حين كانت تتمنى لقاء رئيس الجمهورية الذي دأب شخصيا على تكريم النجباء كل سنة متمنية له الشفاء العاجل. وفي المقابل أكدت أنها تتشرف بأن تكون من الطلبة الذين يكرمهم الوزير الأول السيد عبد المالك سلال. وبخصوص من خانهم الحظ في الظفر بالشهادة، دعت فاطمة الزهراء لهؤلاء بالنجاح في السنة المقبلة ناصحة إياهم بمزيد من العمل والمثابرة. كما وصفت من جهة أخرى سلوك من لجأوا إلى الغش في اجتياز امتحان البكالوريا بغير الأخلاقي وغير المقبول. أما الطالب الكفيف معطوب بلال الذي تحصل على معدل 18.83 شعبة آداب- لغات أجنبية، فقد عبر بدوره عن فرحته الكبيرة بهذا الانجاز الذي جاء بعد جهد جهيد، مذكرا في هذا الصدد بتشجيع العائلة له وإرادته الكبيرة في مزاولة الدروس. كما أوضح أنه لم يسبق له أن أخذ دروس دعم رغم أنها المرة الأولى التي يجتاز فيها شهادة البكالوريا. وبدوره، تمنى بلال أن يحظى بتكريم من قبل رئيس الجمهورية الذي بذل الجهود للارتقاء بالتعليم إلى مراتب عليا في الجزائر، وتابع قائلا "شرف لي أن ينوب الوزير الأول السيد سلال عن الرئيس بوتفليقة في حفل التكريم".