لم يجد يوسف جباري رئيس مجلس إدارة الشركة الرياضية ذات الأسهم لمولودية وهران، بدّا من الانصياع لقرار الرابطة الوطنية المحترفة، بتسوية المخلفات المالية التي لازالت على كاهل الفريق، والمقدرة بأربعة ملايير سنتيم تجاه العديد من اللاعبين والمدربين القدامى. فبعد سماعه الخبر الصاعقة الصادر عن الهيئة الرياضية المعنية، والقاضي بحرمان المولودية من انتدابات هذه الصائفة ما لم تعمد إلى تصفية ديونها، حتى خرج جباري ليصرح بأنه جاهز على استعداد لحل هذا المشكل في الأيام القليلة القادمة، وجسد ذلك عمليا بتكليفه أحد المسيرين بالتقرب من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم لمعرفة كل دقائق هذا الدين والمبالغ الحقيقية التي يدين بها كل واحد من الدائنين، خاصة أن جباري ما فتئ يشكو خلال هذه الأيام أنه حديث العهد بمنصب رئيس مجلس الإدارة، ويجد صعوبة بالغة في معرفة المبلغ الحقيقي لمستحقات كل لاعب بسبب غياب أي وثيقة ثبوتية بخصوص صحتها، بحسبه. وقد علّق أحد المناصرين الأوفياء على هذا الخبر بقوله إن المولودية الوهرانية أصبحت زبونا بامتياز لدى لجنة فض النزاعات التابعة للرابطة الوطنية المحترفة. ولقد كان الرد السريع لجباري على هذا القرار متوقعا لسببين؛ الأول إدراكه بأنه في فوهة مدفع الأنصار، وقد بلغته أصداء غضبهم على ما اعتبروه ضعف انتدابات هذه الصائفة، والقرارات غير المفهومة في تسريح بعض اللاعبين في أول حصة تدريبية يخوضها الفريق تحت قيادة مدربه الجديد الإيطالي جيوفاني سوليناس بملعب الحبيب بوعقل، والسبب الثاني هو يقينه بأنه سيجد صعوبة بالغة في إقناع السلطات المحلية بتسديد هذا الدين الكبير هذه المرة، كما كانت تفعل دائما في السنتين الماضيتين. وفي كل الأحوال فإن جباري في ورطة وبحوزته وقت إلى غاية نهاية شهر جويلية الجاري للخروج منها.
بوتربيات، بن تيبة وقيطارني مسرّحون ويبدو أنها ستزيد تعقيدا مع احتمال مطالبة لاعبين جدد آخرين بمستحقاتهم، وقد يعمدون إلى الطرق القانونية للحصول عليها، ومن بين هؤلاء بوتربيات سفيان وبن تيبة محمد، اللذان أبلغهما جباري بأنهما مسرّحان من التعداد، وكانا تفاوضا حول أموالهما مع رئيسهما دون جدوى، علما أن اللاعب الأول يدين للفريق بأجر سبعة أشهر، والثاني بثمانية، في انتظار الطريق التي سيسلكها زميلهما فدال، الذي ربط جباري بقاءه بنتائج الفحوصات الطبية التي سيجريها على الإصابة، التي كانت حرمته من اللعب لفترة طويلة الموسم الماضي، ويدين هو كذلك للإدارة بمستحقات هامة. وبالتزامن مع تسريح الإدارة لهذا الثلاثي، عمد المدرب سوليناس إلى تسريح الوافد الجديد نايت سليماني، الذي كان انتدبه الرئيس السابق لمجلس الإدارة العربي عبد الإله بالإضافة إلى الحارس الواعد قيتارني، الذي كان ضيّع عرضا مهما من فريق اتحاد عنابة الممارس بالرابطة الاحترافية الثانية بسبب المولودية، وبقراره هذا يجنح سوليناس شيئا فشيئا إلى ضبط التشكيلة التي سيخوض بها البطولة الاحترافية الأولى للموسم القادم.
.. والبقية قد تأتي من الركائز وقد تحمل الأيام القادمة مفاجآت على هذا الصعيد، خاصة بعد قرار الاتحادية الجزائرية لكرة القدم إجبار أندية الرابطتين الأولى والثانية، ترقية سبعة من لاعبيها، على الأقل يكونون تخرجوا من مدارسها إلى تشكيلة الأكابر، وليس من المستبعد أن يذهب ضحية هذا القرار لاعبون ممن يُعدون ركائز، بسبب الانسداد الحاصل في مفاوضاتهم مع رئيسهم يوسف جباري بخصوص مستحقاتهم، التي يشترطون الحصول عليها كاملة قبل تجديد إجازاتهم مع الفريق كالقائد براجة الصديق وبورزامة، في حين رفض المدافع مازاري رفضا قاطعا الاستجابة لشرط رئيسه بتخفيض راتبه الشهري.