تستعد الجمعية الجزائرية للاستكشاف وعلوم البيئة، لإطلاق قافلة السياحة البيئية للشباب “المسيرة الخضراء” في طبعتها الثالثة، بعد نجاح الطبعتين الأولى والثانية. وتستهدف، حسب نبيل عبود رئيس الجمعية، ترسيخ ثقافة السياحة البيئية لدى الشباب المحبين للطبيعة. يقول نبيل عبود في حديثه إلى “المساء”، إن “الجمعية منذ تأسيسها ارتأت أن تتبنى النشاطات الخاصة بالبيئة بالنظر إلى ما تزخر به الجزائر من موروث طبيعي بحاجة إلى العانية والاهتمام”. وعن القافلة السياحية أوضح أن الجمعية عكفت على إطلاق قافلتين غير رسميتين؛ بالنظر إلى التأخر الحاصل في حيازة الاعتماد، وبعد أن حصلت على الصفة الرسمية كجمعية ناشطة في مجال البيئة، أطلقت القافلة السياحية للبيئة في طبعتها الثالثة بشكل رسمي لتجوب الشرق الجزائري. تعود فكرة القافلة السياحبة إلى الرغبة في الكشف عما تزخر به الجزائر من مقومات سياحية بيئية، “فلا يخفى عليكم أنها تُعتبر واحدة من دول البحر الأبيض المتوسط، التي تُعد من أفضل الوجهات السياحية في العالم، بيد أنها غير مستغَلة، “من أجل هذا ارتأينا كجمعية بيئية من خلال هذه القافلة، المساهمة في الترويج للسياحة المحلية باستقطاب الشباب من الباحثين عن المغامرة والراغبين في الاستكشاف”، يقول المتحدث. ومن المنتظر أن تنطلق القافلة غدا 18 أوت، وتدوم إلى غاية 5 سبتمبر المقبل، تحت شعار “تعرف أكثر.. تحب أكثر”؛ حيث يستفيد قرابة 30 شابا من الرحلة التي حددت وجهاتها السياحية بالحظائر الموجودة بالشرق الجزائري، حيث ستكون للشباب الفرصة لزيارة واستكشاف كل من الحظيرة الوطنية ڤوراية، والحظيرة الوطنية “تازا” بجيجل، وحظيرة القالة، والحظيرة الوطنية بتيكجدة، إلى جانب زيارة الموقع الأثري لجميلة، حسب رئيس جمعية الجزائرية للاستكشاف وعلوم البيئة، الذي قال: “تلقينا العديد من التسهيلات بعد أن اتصلنا بمختلف الحظائر، التي تقرر زيارتها، كما مُنح لنا الترخيص للمبيت بدور الشباب، ومن ثمة فإن كل الظروف تم تهيئتها لإنجاح الرحلة”. وسيستفيد الشباب المشاركون في الرحلة السياحية من عدة برامج سطّرتها الجمعية، في السياق يقول محدثنا إن الشباب المشاركين في القافلة تم اختيارهم بعد أن توفرت فيهم جملة من الشروط كانت الجمعية قد وضعتها بموقعها على شبكة التواصل الاجتماعي، ومن بين هذه الشروط أن يكون المشارك منخرطا بجمعية بيئية، أو أن يكون مهتما بدراسات في مجال البيئة أو البحار أو بالطاقات المتجددة”، مضيفا أن “الغرض من ذلك تمكين هؤلاء الشباب من الفئة المثقفة من توسيع معارفهم أكثر في المجال البيئي، لاسيما أن البرامج المسطرة تفسح لهم المجال واسعا لإنعاش معارفهم البيئية، على غرار تنظيم خرجات نحو المناطق الطبيعية مرفقين بدليل خاص بالخرجات العلمية البيئية، إلى جانب فتح ورشات تكوينية في مجال ما يسمى الاقتصاد الأخضر وفي الطاقات المتجددة. ولتعميم الفائدة أيضا يجري تنظيم معرض مصغّر للتحسيس بأهمية البيئة في حياة الفرد بكل الحظائر التي يزورونها”. ويسعى الناشطون بالجمعية من وراء إطلاق قافلة السياحة البيئية للشباب، إلى تحقيق جملة من الأهداف أهمها ترقية السياحة البيئية، وتقريب الشباب من الموروث الطبيعي الذي تتمتع به الجزائر والدفع بهم إلى العناية به والمساهمة في حمايته، ناهيك عن تعريف السلطات المحلية بالجمعية ونشاطاتها المختلفة لخلق جسر للتواصل مع الجمعيات الناشطة في مجال حماية البيئة. وكشف رئيس الجمعية الجزائرية للاستكشاف وعلوم البيئة عن مشاريع الجمعية المستقبلية في المجال البيئي؛ حيث قال إنه بعد الانتهاء من قافلة المسيرة الخضراء سيجري التحضير للقافلة الشتوية، التي يُنتظر أن تكون وجهتها الجنوب الجزائري، إلى جانب القافلة الربيعية التي لم تحدد بعد وجهتها.