الحد من التلوث البيئي وآثاره السلبية التي شملت شرائح متعددة من أنواع الكائنات الحية وفي مقدمتها الانسان الذي خلق الكون من أجله ليعيش عليه ويسخر مدخراته في مصلحة الإعمار والتنمية المستدامة، هو الهدف الأساسي الذي ترمي لتحقيقه جمعيات البيئة في كامل بقاع الأرض.جمعية ''تميدوا'' بتمنراست من الجمعيات الناشطة في هذا المجال، حيث تحدث إلينا السيد حميدو مختار رئيس الجمعية الذي حمل على عاتقه مسؤولية الحفاظ على البيئة الصحراوية التمنراستية الساحرة، حول أهداف الجمعية وطموحاتها. يقول رئيس الجمعية: ''جمعية تميدوا من الجمعيات الناشطة في المجال البيئي بالمنطقة، واسمها تميدوا ومعناه صديقة البيئة، تأسست سنة 1993 وهي جمعية عضوة في الشبكة الدولية لمكافحة التصحر، والشبكة الجزائرية للجمعيات البيئية الناشطة في مجال حماية البيئة، وتعتبر ممثلة للجمعيات العربية الناشطة في هذا المجال أيضا، أما عن أدورها فهي متعددة، لكن أهم دور هو أن تغرس في نفوس الأجيال الصاعدة خطورة وفداحة التلوث البيئي من أجل أن ننشئ جيلا مثقفا بيئيا، وذلك من خلال حملات توعوية تقوم بها الجمعية في مختلف الأماكن المتاحة''. ويواصل محدثنا قائلا ''نحن كجمعية مسؤولة على حماية البيئة سجلنا عدة ممارسات غير قانونية بمنطقة تمنراست، على غرار عملية تقطيع الأشجار غير القانونية وكذا المحاجر، حيث وجهنا مراسلة للسيد والي الولاية وطلب منا الاتصال بمديرية البيئة، وقد وجدنا بعض الحلول لبعض المشاكل المطروحة إلا أننا لازلنا لم نصل بعد إلى القضاء على الكثير من المشاكل التي تتسبب في التلوث البيئي، خاصة حيال بعض المؤسسات التي تضع مواد كيمائية ضارة في أطر غير قانونية، والتي تعتبرخطرا كبيرا محدقا بصحة الإنسان''. ويضيف ''الحمد لله درجة الوعي مرتفعة لدى المواطن الترقي، ففي موضوع التنوع البيولوجي مثلا المواطن في تمنراست يعرف جيدا الأوقات التي يسمح فيها بالرعي من خلال تنظيم العملية في المنطقة بتوصية الترقي أمالو كان، الذي تحترم قواعده من طرف الجميع، وهنا لا يفوتني أن أشكر حظيرة الاهقار على العمل الجبار الذي قامت به في مجال حماية البيئة والتنوع البيولوجي، إلا أننا نعاني من جانب آخر فواد السيرسو أصبح مزبلة للأسف، علاوة على اتساخ المناطق السياحية''. وحسب السيد حميدو ''تزخر المنطقة بقصور عديدة لملوك الطوارق، ومنها قصر موسى أماغستان آخر ملوك الطوارق الذي لم يرمم حتى اليوم، رغم أن وزارة الثقافة قدمت مبالغ كبيرة للصيانة، وكذا قصر محمد البكري في ازور، وتحدثت جمعية تميدوا حول الموضوع مع وزارة الثقافة التي أكدت اهتمامها بالمشروع ودفعها مبالغ ضخمة للصيانة، ليتضح في النهاية أن المشروع معلق بسبب النقص الفادح في مكاتب الدراسات المتخصصة''. وفي الأخير يقول محدثنا'' إننا في حاجة لتظافر جهود الجميع للمحافظة على بيئة نظيفة، الجمعية ليس لديها كل الإمكانيات لتقدم النتائج المطلوبة، فالدولة قدمت مشاريع كثيرة ناجحة تخدم البيئة، ولهذا نطلب تدخل والي الولاية والسيد وزير البيئة لإيقاف الممارسات غير القانونية الموجودة بالمنطقة والتي تعتبر معاول دمار بيئي''-.