سياسة الجزائر الخارجية تنطلق من مبادئ ثابتة لا تتغير، فأثناء الثورة ركزت على تعريف الرأي العام العالمي بقضية الشعب الجزائري، وبعد الاستقلال تحولت إلى تعزيز الروابط الإنسانية بين الدول، حيث تعمل على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، كما تعمل على تسوية النزاعات بين الدول بالطرق السلمية. الدكتور محمد برقوق يرى أن تحرك الديبلوماسية الجزائرية ينطلق من ثلاثة مبادئ أساسية، ظلت تميز سياستها الخارجية منذ الاستقلال إلى اليوم، أولها الدعم غير المشروط لحق الشعوب في تقرير مصيرها، وثانيها الدفاع عن القضايا العادلة باسم القانون الدولي، وثالثها، وهو الأهم، عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول مع الإقرار بمبدأ الاستقرار الخاص بها، وهذه المبادئ تعاملت بها مع حركات التحرر الوطني؛ حيث أطلق عليها مانديلا اسم قبلة الثوار، كما ساهمت في حل العديد من النزاعات بين الدول، نذكر من بينها النزاع العراقي الإيراني (1975) وقضية الرهائن الأمريكيين بطهران (1980) الخ... وها هي اليوم في ظل ما يسمى بثورات الربيع العربي، تلتزم بنفس المبادئ من حيث احترام مطالب الشعوب، وفي نفس الوقت تدعو إلى عدم التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي للدول ذات السيادة، والتعامل معها على أساس المساواة في السيادة، وهذا موقف ثابت تعاملت به أثناء الحرب العراقية الإيرانية، التي دامت قرابة ثماني سنوات، وهذا الموقف مكّنها من كسب ثقة الطرفين المتنازعين، فكانت رسول سلام بينهما، وهذا الثبات أكسبها ثقة الدول العربية وشعوبها رغم ما يسعى إليه بعض الإعلام الداخلي والخارجي، من حمل الجزائر على اتخاذ مواقف في شأن داخلي لدول شقيقة وصديقة رغم أن مواقفها واضحة في مساندة الشعوب المستعمَرة التوّاقة للحرية، كالشعبين الصحراوي والفلسطيني.