اختلفت مواقف الأحزاب السياسية الجزائرية إزاء الكيفية التي تعاطت بها الدبلوماسية الجزائرية مع الشأن الليبي، ففيما ترى الجبهة الوطنية الجزائرية أن الدبلوماسية الجزائرية لم تلعب دورها المعهود، وكان من المفروض أن تساند الشعوب وليس الأنظمة، برّرت حركة حمس نوعية التعاطي مع الشأن الليبي بتحفظ هذه الدبلوماسية من خلال أربع نقاط. وسار على خطها حزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي يرى أن الموقف الثابت للجزائر في عدم تدخلها في شؤون الدول هو الذي أملى ذلك. بينما رفض المكلف بالإعلام في جبهة التحرير الإجابة عن سؤال ''الخبر''. ميلود شرفي - التجمع الوطني الديمقراطي موقف حزبنا هو موقف الدولة الجزائرية l قال الناطق الرسمي لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، ميلود شرفي، إن موقف الحزب من الكيفية التي تعاملت بها الدبلوماسية الجزائرية مع الشأن الليبي هو موقف الدولة الجزائرية، حيث أن الجزائر معروفة من خلال دبلوماسيتها باحترامها لإرادة وسيادة الشعوب، وكذلك عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. وتابع ميلود شرفي يقول، نعتقد في التجمع أن موقف الجزائر نابع من إرادتها في احترام إرادة الشعوب. محمد جمعة- حركة مجتمع السلم 4 نقاط وراء الموقف الغامض والمتحفظ للجزائر l ترى حركة مجتمع السلم على لسان محمد جمعة، أن الطريقة التي تعاملت بها الدبلوماسية الجزائرية مع المعطى الجديد في ليبيا يلفه الغموض، وهي ملاحظة قدمها ملاحظون سياسيون. وقال إننا في حركة حمس نرى أن هناك أربع نقاط ساهمت في هذا الموقف الغامض والمتحفظ من الشأن الليبي. تتمثل النقطة الأولى في إقحام الجزائر في قضية المرتزقة رغم النفي المتكرر للسلطات الجزائرية، بينما تكمن النقطة الثانية في الاعتداء على السفارة الجزائرية بليبيا، فيما تتمثل النقطة الثالثة في استنجاد الليبيين بحلف الناتو وإقحامه في شأنهم الداخلي. وتتلخص النقطة الرابعة والأخيرة، بحسبه، في قضية تهريب الأسلحة عبر الحدود الجزائرية وتسلل عناصر من تنظيم القاعدة إلى التراب الجزائري. وقال جمعة بناء على هذا، إن هذه العناصر الأربعة هي التي جعلت طريقة تعامل الدبلوماسية الجزائرية مع الشأن الليبي غامضة. ويضاف إلى هذه النقاط عامل آخر هو مساهمة بعض الجيران مثل المغرب في تغذية الخلاف بين البلدين. ويكمن الحل، حسبه، في فتح حوار بشأن النقاط الأربع حتى نتمكن من العودة إلى تطبيع العلاقات مع الليبيين، مشيرا إلى أن الحركة كانت أصدرت بيانا تبارك فيه الثورة على ما أسماه النظام البائد في ليبيا. موسى تواتي - الجبهة الوطنية الجزائرية الدبلوماسية الجزائرية كان عليها أن تساند الشعوب وليس الأنظمة l قال موسى تواتي، رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، إننا ننظر للدبلوماسية الجزائرية على أنها لم تلعب دورها المعهود، وكان من المفروض أن تساند الجزائر الشعوب وليس الأنظمة. وهذا هو الشيء الذي مس بسمعة الدبلوماسية الجزائرية، فالحياد لا يعني أن موقف الجزائر ثابت. وأشار إلى أن التخلي عن الموقف الثابت لا يمكن اعتباره موقفا، ولذلك يجب على الدبلوماسية الجزائرية أن تستدرك ما فاتها من خلال تطويرها لموقف ثابت وواضح، لأنه لا يمكن أن نخلط الأوراق بين المبادئ والمصالح، يضيف موسى تواتي.