تحتضن قرية لمسلة ببلدية إيلولا اومالو الواقعة على 70 كم جنوب غرب مدينة تيزي وزو، ابتداء من اليوم فعاليات الاحتفال السنوي بعيد التين في طبعته السابعة، حيث من المرتقب أن تتحول المنطقة على امتداد ثلاثة أيام كاملة إلى فضاء لعرض مختلف أصناف هذه الفاكهة التي يريد أصحاب المبادرة إعادة إحيائها من جديد والحفاظ عليها من الزوال نظرا لأهميتها البالغة في حياة السكان المحليين العاكسة للبعد الثقافي والتاريخي للمنطقة عامة. على غرار السنوات الست المنصرمة ستكون قرية لمسلة ابتداء من 29 إلى 31 أوت الجاري على موعد مع فعاليات الاحتفال بالعيد السنوي لفاكهة التين من تنظيم سكان المنطقة برعاية الجمعية الثقافية "ثغيلت لمسلة" وبالتنسيق مع مديرية الثقافة بالولاية، وهي المبادرة التي يريد من خلالها منظموها أن تكون بمثابة عامل إيجابي في إعادة بعث من جديد هذه الفاكهة التي بدأ وجودها في الآونة الأخيرة ينحصر في بعض المناطق وهو الإشكال الذي له صلة مباشرة بالحرائق التي تشهدها الولاية في كل سنة والتي تكون سببا مباشرا في إتلاف مساحات هائلة من هذه الفاكهة التي لاتزال تحظى باهتمام كبير من أهالي القرية للمكانة المهمة التي تحتلها في حياة سكانها الذين يعتبرونها من أهم رموز ثقافة منطقتهم. وفيما يتعلق ببرنامج التظاهرة، من المنتظر أن يعرف اليوم الأول منها وبعد الإشراف على إعطاء الإشارة الرسمية لافتتاحها، تنظيم عرض خاص ستحتضنه الطرق الرئيسية للقرية ليليه تنظيم زيارات عديدة إلى مواقع خصصت للحدث على غرار "سوق التين" الذي سيكون فضاء لعرض مختلف أنواع الفاكهة إلى جانب المنتوجات الأخرى المعروفة بالمنطقة كزيت الزيتون، والعسل. من جهة أخرى، ورغبة من المشرفين على المبادرة بجعلها فرصة لمزج العادات والتقاليد التي تزخر بها كل منطقة بالولاية، عمدوا إلى تنظيم جناح خاص بسوق الحرفيين لعرض منتجاتهم اليدوية كالفخار، الزربية القبائلية، والحلي وغيرها من الحرف الأخرى العاكسة للثقافة المحلية، وذلك من أجل جعل هذه الطبعة أيضا فرصة للتعبير الثقافي للجيل الصاعد عن طريق منحه فرصة لعرض مواهبه الفنية. هذا ولم يقتصر جهد الجمعية الثقافية "ثغيلت لمسلة" في تنظيم هذه التظاهرة وحصرها في عرض منتوجات الفاكهة وكذا بعض النشاطات الثقافية، وإنما عملت على إدراج عدة محاضرات ولقاءات في برنامجها ستساهم في تحويل المكان إلى نقطة نقاش ستتمحور مواضيعها الرئيسية حول آليات تحقيق التنمية الريفية وكيفية الحفاظ على ثروات المنطقة لاسيما فاكهة التين منها، ناهيك عن طرح جملة من الحلول الناجعة الأخرى في المجال الفلاحي المتمثلة في تشجيع الشباب على إعادة تشجير ما أتلفته النيران من أشجار التين بهدف ضمان استمرارية وجودها مستقبلا، علما أن تواجد هذه الفاكهة يبقى ضئيلا مما انعكس سلبا على هذه الطبعة السابعة من مطلق قلة كميات بعض أصناف الفاكهة وعدم وجود البعض الآخر منها، الأمر نفسه الذي رمى بضلاله على أسعار التين في الأسواق المحلية الذي يتجاوز في الوقت الراهن 350 دج للكيلوغرام الواحد.