أشاد السيد رضا مالك، رئيس الحكومة الأسبق والعضو في الوفد الجزائري لمفاوضات إيفيان، بالدور الدبلوماسي والإعلامي الذي لعبته الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في مفاوضات ايفيان لتحقيق هدف وحلم الشعب الجزائري في الحرية والاستقلال. وتطرق السيد رضا مالك لما كان يحدث في الجزائر الخاضعة آنذاك للاحتلال الفرنسي وكسر مؤامرة الصمت الذي كان مضروبا على الثورة الجزائرية، حسبما جاء في المحاضرة المتبوعة بنقاش التي قدمها أمس بمنتدى صحيفة "المجاهد". وقال المتحدث أن الدبلوماسية والإعلام كانا متوازيين ودورهما كان يتمثل في الانفتاح على العالم الخارجي وتحسيس الرأي العام الدولي بالقضية الجزائرية. وذكر في معرض حديثه بأن الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية جاءت تتويجا لتطور كفاح الشعب الجزائري ووحدته وإصراره على الانعتاق من الاستعمار. كما جاءت أيضا لتكرس أربع سنوات من الحرب. ولم تكن مهمتها الدبلوماسية والإعلامية الأساسية مجرد عمل دعائي بل كان هدفها كسر المؤامرة التي كانت تحيكها فرنسا ضد استقلال الجزائر. وصرح السيد رضا مالك يقول "كان ينبغي الانتقال إلى العمل الفعلي وإسماع صوت الثورة وأن الشعب الجزائري لن يقبل الاحتلال"، مستشهدا في ذلك بالمقالات التي كانت تنشرها جريدة المجاهد وما كانت تبثه الإذاعة والمؤتمرات الصحفية التي كان يعقدها رئيس الحكومة المؤقتة فرحات عباس. وأفاد رضا مالك أن الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية كانت تدافع بشدة على المبادئ التي وردت في إعلان أول نوفمبر 1954، وأنها كانت مصرة على أن تكون لعملياتها العسكرية داخل الجزائر تبعات سياسية وأن تشرح أهداف وتطلعات الشعب الجزائري وكذا مغزى الثورة الجزائرية في المحافل الدولية. كما ذكر رضا مالك، بالمناسبة، بالظروف التي أنشئت فيها الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في سبتمبر1958 وردود الفعل التي أثارتها لدى جزء من الرأي العام الفرنسي والاعترافات الرسمية المتتالية التي حظيت بها في مختلف قارات العالم، مما جعلها تفتح العديد من الممثليات الدبلوماسية في العواصم العربية والإفريقية والأمريكية اللاتينية. وتمكنت الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية -كما أضاف- من تجاوز كل العقبات التي كانت تهدف لعرقلة الكفاح المسلح والنضال السياسي من أجل التحرر وإفشال كل المناورات الرامية إلى كسر أجنحتها، حيث كانت مهمتها جد صعبة إلا أنها تمكنت من الاضطلاع بدورها كاملا حتى بلوغ هدفها الأسمى وهو استقلال الجزائر.