بحضور وزير الخارجية الجديد رمطان لعمامرة ووزير الإتصال عبد القادر مساهل إنتقد رئيس الحكومة الأسبق رضا مالك أمس بمنتدى يومية المجاهد في جلسة تاريخية لجمعية مشعل الشهيد في الذكرى ال 55 لتأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية يوم 19 سبتمبر 1958 ، تراجع الدبلوماسية والسياسة الخارجية الجزائرية حاليا وأفولها وتعاملها مع مستجدات القضايا والأزمات الإقليمية والعالمية وأهمها الملف السوري وغموض موقف المسؤولين الجزائريين مما يحدث ،وقال أن الديبلوماسية الجزائرية خلال الثورة شكلت إنتصارا وأداة لتحقيق الإستقلال بفضل الحنكة التي تعامل بها الوفد الديبلوماسي المفاوض وعبقريته في الوقوف الند للند أمام الطرف الفرنسي والإنفتاح على العالم وليس الإنغلاق. وأضاف أن الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية تأسست في ظروف متميزة وحرجة بالنسبة للثورة، لهذا فقد احتلت الأبعاد الدبلوماسية والدولية عموما قسما هاما من أهدافها المسطرة وأضاف أن رمزية الإحتفال كبيرة كون أن تاريخ 19 سبتمبر 1958 هو بمثابة تاريخ كرس عودة الدولة الجزائرية إلى الساحة الدولية بعد غيابها لمدة تفوق 130 سنة من الإستعمار و إعادة بعث الوجود الجزائري الرسمي، مجسدا في الدولة الجزائرية المغتصبة واسترجع رضا مالك ذلك اليوم الذي كان متواجدا فيه بالصين حيث إستقبله رئيس الوزراء الصيني شوان لاي وهي أول دولة إعترفت بالحكومة المؤقتة. وأكد الناطق باسم الوفد الجزائري في مفاوضات إيفيان رضا مالك أن الثورة الجزائرية معجزة صنعها الرجال بإيمانهم وأن لتأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية منعرجا حاسما ومفصليا في الكفاح من اجل إستقلال الجزائر حيث مكنت جبهة التحرير الوطني من عزل فرنسا على الساحة الدولية وإٍرغامها على التفاوض حيث إعتبر هذا الحدث حصيلة لظروف و عوامل عاشتها الثورة داخليا و خارجيا ضمنها عودة ديغول 1958 و في هذه الظروف شرعت لجنة التنسيق و التنفيذ في دراسة ملف تحولها إلى حكومة مؤقتة للجمهورية الجزائرية، من أجل مواجهة سياسة ديغول داخليا سواء عسكريا أو سياسيا، و إيجاد جهاز سياسي شرعي يمكنها من أن تساهم في التعجيل بعملية المفاوضات و إيجاد تسوية سلمية، واستعرض رضا مالك مختلف مراحل تشكيل البعثات والتمثيليات الديبلوماسية في الوطن العربي وأوروبا وأمريكما اللاتينية والإتحاد السوفياتي الذي لم يعترف بالحكومة الجزائرية إلا بعد توقيع معاهدة وقف إطلاق النار مارس 1962 من أجل شرح أهداف الثورة بعيدا عن الإعلام الفرنسي المشوه والدعاية وإنزعاج ديغول من فكرة تأسيس الحكومة الجزائرية بعد تقارير المخابرات الفرنسية و باشر شارل ديغول من جهته مفاوضات مع الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية بمولون في شهر جوان 1961 و هو لقاء باء «بالفشل» و قال مالك «في الحقيقة ديغول كان يريد فرض وقف إطلاق النار على الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية و كان لقاء مولون فشلا بالنسبة لديغول و بالنسبة لنا كان هذا ايجابيا و مكن مولون من تأكيد تمثيل الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية تجاه فرنسا». و حسب الناطق الرسمي للوفد الجزائري في مفاوضات ايفيان فإن الفشل الذي مني به لقاء ميلون جعل ديغول يفكر مليا : «حاول التحدث عن الجزائر الجزائرية ملمحا أن الجزائر ستكون مستقلة ذاتيا نوعا ما» و أكد رضا مالك أنه «فور ذلك باشر ديغول مفاوضات حقيقية مع الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية و جرى أول لقاء جدي منذ سنة 1954 بلوسرن بسويسرا في فيفري 1961 مباشرة بعد الاستفتاء». و سنة بعد لقاء لوسرن اثر مفاوضات طويلة و صعبة وبينما كان الكفاح متواصلا في الميدان وقعت الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية و فرنسا اتفاقات ايفيان التي وضعت بعد استفتاء جويلية 1962 حدا لحرب تحريرية دامت سبع سنوات و نصف و لاحتلال فرنسي دام 132 سنة. وأكد المناضل رضا مالك أن الأمور لم تكن سهلة ووردية في التفاوض خاصة فيما يخص مسألة الصحراء والسيادة الجزائرية عليها بل كانت صعبة ولكن كما يضيف « المواقف والمبادئ والأخلاق كانت موجودة وبالأخلاق إنتصرت الثورة الجزائرية ولعبت الحكومة المؤقتة دورها في إستقلال الجزائر''.