عمدت الشركة الوطنية لتوزيع المواد البترولية «نفطال” إلى سحب كل الكميات من الوقود من نوع البنزين الممتاز، والبنزين بدون رصاص التي ثبت تلوثها خلال الفترة الأخيرة، وخصصت لها خزانات خاصة في انتظار استكمال التحاليل التي يقوم بها مخبر متخصص لتحديد مصدر التلوث وإمكانية تنظيف الوقود أو التخلص منه.كما وجهت الشركة نداء لكل أصحاب السيارات التي تضررت محركاتها بسبب استخدام الوقود الملوث للتقرب من مصالحها لاتخاذ إجراءات لتعويضهم. وحسب المكلف بالإعلام على مستوى شركة”نفطال”، السيد جمال شردود، ل«المساء” فإن مصدر تلوث كميات الوقود من نوع البنزين الممتاز والبنزين بدون رصاص عبر 08 محطات وقود بكل من الجزائر العاصمة (محطة خروبة) وعدد من محطات ولاية وهران لم يتم تحديده بعد، نافيا أن يكون التلوث قد رافق عملية استيراد الوقود من الخارج من منطلق أن الشركة ”حريصة” على تشديد الرقابة عند تفريغ حمولة البواخر، وذلك من خلال تحليل عينات من المنتوج بمخابر خاصة عبر الموانئ، بالإضافة إلى إجراء تحليل ثان لعينات أخرى قبل خروجه من معامل التكرير باتجاه محطات الوقود، ليبقي احتمال تلوث الوقود إما عند نقله إلى المحطات أو ظروف تخزينه بها. وأشار السيد شردود إلى أن التلوث تم اكتشافه بالمحطات بعد تسجيل حدوث أعطاب بالموزعات التي لم تتمكن من احتساب الكميات الموزعة، حيث تم إخطار الشركة التي قررت حجز كل الكميات الملوثة والتي تغير لونها إلى البني وضخها في خزانات خاصة لغاية استكمال التحقيقات وظهور نتائج التحاليل التي يجريها مخبر خاص تابع للشركة. من جهته، أشار السيد محمد العيد رضاضة مسؤول مصلحة الوقود ل«نفاطال ”بغرب الوطن إلى تلقي العديد من الشكاوى من قبل أصحاب سيارات الذين أكدوا أن سياراتهم تعطلت مباشرة عند التشغيل بعد تزودهم بالوقود على مستوى عدة محطات بالولاية ومحطة واحدة بتلمسان، كما سجلت أعطاب بعدادات موزعات الوقود ولواحقها الخاصة بالتصفية وذلك بعدد من محطات التوزيع سواء التابعة للشركة أو الخواص، الأمر الذي استدعى توقيف تسويق كميات البنزين الممتاز والبنزين بدون رصاص التي تزودت بها المحطات المتضررة، مع أخذ عينات من الوقود سواء الذي تم ضخه في الخزانات أو ذلك الذي بقي بالشاحنات ليحول إلى مخبر خاص بالعاصمة تابع للشركة لإجراء التحاليل. وقد استقبلت المصالح التجارية لشركة نفطال بغرب الوطن قرابة 100 ملف من أصحاب السيارات المتضررة من الوقود الملوث و50 ملفا بالعاصمة، لتشرع الوكالات التجارية في دراسة الملفات حالة بحالة لتحديد نسبة الضرر وقيمة التعويض، وفي هذا الشأن أكد السيد شردود أن شركة ”نفطال” بادرت إلى التأمين على مثل هذه الأخطار حتى تتمكن من حماية حقوق المستهلك بدون أن تتضرر مصالح الشركة. بالمقابل، باشرت محطات الوقود التابعة للشركة بالإصلاح الفوري لعتاد توزيع الوقود، في حين يتم حاليا استقبال ملفات محطات الخواص لدراستها وتقديم التعويض. وفيما يتعلق بتذبذب توزيع الوقود والطوابير المسجلة في المدة الأخيرة على المحطات بولاية وهران، أوضح السيد رضاضة أن ذلك يرجع إلى بطء عملية شحن وتزويد هذه المحطات بسبب تشديد إجراءات الوقاية الاستثنائية، بعد قرار مضاعفة عمليات المراقبة وتحليل عينات من كل الشاحنات قبل مغادرتها حظيرة الشركة للتأكد من مطابقتها وصلاحيتها. بالإضافة إلى ذلك، فقد تزامن الخلل في عملية التموين مع فترة التوقف التقني لوحدة تكرير البترول بأرزيو من 1 إلى 30 سبتمبر الفارط، مع العلم أن المنشأة تضمن وبصفة حصرية تزويد الجهة الغربية بالوقود، ويرتقب عودة الأمور إلى طبيعتها في القريب العاجل.