إذا كانت بعض الجهات التي تهتم بالتكفل بصحة الطفل، تسعى جاهدة إلى رفع الشعارات الداعية للعمل على التحذير والتوعية من بعض المنتجات التي تشكل خطرا على صحة وحياة الطفل بصفة عامة، فإنه وبالمقابل، تعمل جهات أخرى على الجري وراء المكسب المادي بغض النظر عما يمكن أن يتسبب في احداثه هذا المنتوج من أذى.. ويتعلق الامر هنا بالحلويات التي أصبحت تباع في الاسواق واضحت تحمل أشكالا ونماذج تشبه الدواء لاسيما منها الأقراص والمراهم، فبعد ان كانت الشكلاطة تباع في علب مستطيلة او مربعة، أصبحت اليوم ولأغراض تجارية بحتة تأخذ شكل بعض الأدوية التي تقدم للمريض في صورة اقراص، ثم يتم طلاؤها بمجموعة من الألوان حتى تشد انتباه الطفل إليها.. ولأن الحوادث المنزلية تقع عادة نتيجة الإهمال في وضع الدواء بطريقة عشوائية تمكن الطفل من الوصول إليه، فقد يدفعه فضوله أو شغفه إلى استهلاك علبة الاقراص كاملة ظنا منه انها حلوى وبالتالي يقع ما لا يحمد عقباه، ناهيك عن وجود نوع آخر من السلع الاستهلاكية الموجهة إلى الأطفال، وتخص كذلك مادة الشكلاطة التي باتت تروج في شكل انابيب تشبه المراهم الموجهة للعلاج، والتي تشهد اقبالا كبيرا من طرف الاطفال، على اعتبار انها نوع جديد وثمنها زهيد (عشرة دنانير فقط)، ولكن الخطر يكمن في ان بعض الاطفال ممن هم أقل من خمس سنوات لا يميزون بين هذه الأنابيب، فيدفعهم فضولهم إلى البحث عنها في المنزل من اجل تناول ما يوجد بداخلها من منطلق انها حلوى، وغيرها كثير من هذه المنتوجات التي تطرحها السوق يوميا، ولكن السؤال الذي يظل مطروحا، لم يلجأ المنتجون إلى اختيار مثل هذه النماذج لترويج الحلويات دون التفكير فيما يمكن أن تحدثه من ضرر على الطفل بالدرجة الأولى قد يودي بحياته أحيانا؟