أكد وزير الاتصال، السيد عبد القادر مساهل، أول أمس، ببروكسل، أن “الجزائر تميزت دائما بثبات مسعاها في مكافحة الإرهاب بكل أشكاله”، كما تمكنت من استئصال هذه الظاهرة وتأمين ترابها والمشاركة بفعالية في التعاون الدولي للقضاء على هذه الآفة، مشيرا إلى أن الاعتداء على الموقع الغازي بتيقنتورين قد أُحبط “بفضل صرامة موقفنا وحنكة جيشنا ومصالحنا الأمنية”. وقد أبرز السيد مساهل في مداخلة له بمنتدى كرانس مونتانا خلال النقاش حول موضوع “التهديدات الإرهابية الجديدة وأثرها على تيارات الأعمال الدولية والصناعة البترولية والغازية” موقف الجزائر بخصوص هذه الظاهرة وتداعياتها على المستوى العالمي، مشيرا إلى أن “الإرهاب يضع في صلب استراتيجيته هدف الاعتداء على المنشآت الاقتصادية والمؤسسات والتمثيليات الرسمية التي تجسد التعاون الدولي”. وأضاف وزير الاتصال في هذا الصدد أن “الأممية الإرهابية تسعى من خلال مثل هذه الاعتداءات إلى زرع مناخ وهمي من الرعب بغرض ضرب استقرار مجرى المبادلات والتعاون بين الأمم وتبحث من خلال اختطاف الرهائن عن وسيلة لتقاضي الفدية لزيادة قدراتها التمويلية التي تستمدها من الاتجار بالمخدرات وغير ذلك من أنشطة التهريب وأخيرا تسعى لضمان صدى إعلامي عالمي”. وأوضح الوزير أن “الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت أغاداز بالنيجر وتيقنتورين بالجزائر وويست غايت بكينيا تندرج في إطار هذه الإستراتيجية، مع استغلال انعدام الاستقرار في ليبيا والساحل والصومال”، مشيرا إلى أن “الجزائر ما فتئت تدعو إلى شراكة فعلية لإضفاء فعالية أكبر على مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة”. وتأتي مداخلة السيد مساهل حول التحسيس بخطورة الظاهرة في سياق إبراز حرص الجزائر على دعوة المجموعة الدولية لتنسيق الجهود لمواجهة الإرهاب، حيث نذكر في هذا الصدد مساهمتها في تأسيس المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب في 22 سبتمبر 2011 بنيويورك والذي يعد بمثابة تأييد للرؤية الجزائرية في التعاطي مع هذه الظاهرة العابرة للحدود ولبنة هامة في الهندسة العالمية لمكافحة الإرهاب التي تريدها الجزائر كاملة ومنسقة وفعالة لضمان السلم والاستقرار والتنمية للعالم. وإذا كان الاهتمام بتجربة الجزائر في مكافحة الإرهاب قد برز بشكل كبير عقب أحداث 11 ديسمبر 2001 من خلال زيارات وفود غربية إلى بلادنا، فان هذه التجربة مازالت تحظى بهذا القدر من الاهتمام على مستوى الاجتماعات الدولية التي تعقد بشكل دوري، حيث تم الإجماع على نجاح التجربة الجزائرية في مجال مكافحة الإرهاب. ونذكر في هذا الصدد أن الجزائر أول من لفت إلى ظاهرة دفع الفدية، داعية في هذا الصدد إلى منعها لتجفيف منابع الإرهاب، وأعربت في العديد من المرات رغبتها الصريحة في مراجعة استراتيجية الأممالمتحدة لمكافحة الظاهرة. وتتضمن أبرز النقاط المدرجة في هذا الصدد، تعزيز التوصيات الأممية المتعلقة بتجريم الفدية ومنع الإفراج عن الإرهابيين كمقابل لتحرير الرهائن. وقد شهدت منطقة الساحل لسنوات عمليات إرهابية مختلفة، حيث كان الإرهابيون يتخذون من الفدية كوسيلة لتمويل عملياتهم الإجرامية، وترى الجزائر أن الوضع في هذه المنطقة متعدد الأبعاد كونه يغطي الجوانب السياسية والأمنية والإنسانية والتنموية. كما انه يستلزم مقاربة مدمجة من شأنها تقديم حل شامل ومستديم. وعليه تحظى التجربة الجزائرية في مجال مكافحة الإرهاب باهتمام متزايد من قبل الشركاء الذين يعتبرون الجزائر عنصرا فاعلا في مجال التصدي للإرهاب على الصعيد الدولي. إذ تركز رؤيتها ليس فقط على الجانب الأمني بل أيضا على السياسات التي تدعو إلى السلم والمصالحة. إلى جانب أهمية أن يتركز التعاون بين دول المنطقة والشركاء الغربيين على المسائل المتعلقة بالمساعدة التقنية في مجال التكوين واكتساب تجهيزات الخبرة وتسيير الحالات الخاصة مثل تأمين المنشآت الصناعية والمناطق الاستراتيجية.