سيتعرف الجمهور العريض اليوم على الولايات المعنية بخدمات الجيل الثالث، ليدخل متعاملو الهاتف النقال في سباق مع الزمن، لكسب ثقة أكبر قدر ممكن من المواطنين الشغوفين بالإبحار في العالم الافتراضي أينما كانوا، في الطريق إلى العمل بالمقاهي أو المطاعم، في محطات الحافلات وحتى في مقر عملهم اليومي. الإنترنيت ستكون جزء لا يتجزأ من يوميات المواطن البسيط، حتى وأن حلّت متأخرة بالنسبة للهواتف النقالة، إلا أنها ستكون مرحلة جديدة في تطور خدمات التكنولوجيات الحديثة والاتصال . المتعاملون من جهتهم فضلوا التحفظ وعدم الكشف عن قيمة الاشتراكات، من منطلق أن المنافسة ستكون صعبة خلال الأشهر الأولى من إطلاق الخدمة، مكتفين بوعد الجمهور العريض بمجموعة من العروض المتنوعة التي تتماشي ومداخيل كل فرد، مفضلين اللعب على ورقة المفاجأة وترك المواطن يكتشف العروض بنفسه يوم الفاتح ديسمبر المقبل. ويبقى الشغل الشاغل اليوم، هو نسبة تدفق الإنترنيت، التي تعرف العديد من الاضطرابات، خاصة إذا علمنا أن مجمع اتصالات الجزائر سيؤجر حصة من الألياف البصرية للمتعاملين، حتى يتم ربط شبكات الهاتف النقال بالإنترنيت بأقل تكلفة، وهي الخدمة التي قد تؤثر على خدمات الإنترنيت عبر الهاتف الثابت، والدليل بدأ يظهر جليا خلال هذه الأيام، التي تشهد فيها خدمات الإنترنيت اضطرابات عديدة وانخفاضا في نسبة التدفق، التي يرجعها التقنيون لعدة أسباب، التي تبقى مرفوضة من طرف الزبائن، خاصة المهنيين منهم الذين يُصنفون الجزائر في ذيل ترتيب الدول الإفريقية فيما يخص استعمال التكنولوجيات الحديثة في مجال الاتصال. إشكالية المحتوى الذي سيتم عرضه على الجزائريين، نقطة أخرى يحاول متعاملو الهاتف النقال تخطيها، من منطلق أن دفتر الشروط يلح على وجوب اقتراح محتوى جزائري، وإلا فلا فائدة من إطلاق خدمات الجيل الجديد بمحتوى أجنبي لا يمت بأي صلة للحياة اليومية للمواطن، الذي ينوي الاستفادة منها للتخفيف من الأعباء بلمسة زر واحد على هاتفه النقال، مثل دفع تكاليف فاتورة الغاز والكهرباء، الاطلاع على رصيده في البنك، التعرف على المناقصات التي تطلقها الشركات الصناعية الكبرى، التعرف على مواقع مقرات البلديات أو المستشفيات، ولم لا التعرف حتى على نظام مداومة ابنه في المدرسة والاتصال عن بعد بالأساتذة من دون عناء التنقل للمدرسة. هي حلول من أصل الآلاف يمكن استغلالها عن طريق الإنترنيت، خاصة وأن الجزائريين قد تعرفوا عليها من خلال زيارتهم لعدد من الدول الأوروبية، أو اكتشفوها من خلال الحديث مع أبناء الجالية الوطنية المقيمة في المهجر. فهل ستساهم خدمات الجيل الثالث في حل بعض المشاكل اليومية للمواطن؟ هذا ما سنتعرف عليه يوم 1 ديسمبر المقبل .