جدد الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، أمس، من سيدي بلعباس، دعوته كافة إطارات الدولة لتسهيل عمل المتعاملين الاقتصاديين، وتشجيع النشاطات التي تنتج الثروة، مؤكدا بأن السياسة التي تنتهجها الدولة لتحقيق انطلاقة اقتصادية تعتمد على عاملي الذكاء والإبداع، وترتكز على تطوير قطاعي الفلاحة والصناعة. وأبرز السيد سلال خلال لقائه بالمجتمع المدني لولاية سيدي بلعباس، النجاح الباهر الذي حققته بعض المشاريع التي تم تجسيدها في هذه الولاية الغربية، والتي اعتبرها إلى جانب ولاية سطيف ركيزيتن أساسيتين للاقلاع الاقتصادي الوطني، منوها بالمناسبة بالتقدم الكبير الذي أحرزه قطاع الفلاحة بالولاية، والذي تجلى من خلال استغلال بعض المشاريع الخاصة على غرار ذلك الذي تفقده بمنطقة بكارية، للتقنيات والتكنولوجيات المتطورة في الانتاج. وأشار إلى أن هذا النمط الفلاحي الجديد الذي يجعل الولاية في الطليعة على المستوى الوطني، هو الصورة الأصلية التي ينبغي أن نوصل إليها قطاع الفلاحة في الجزائر، "وذلك لكون التحكم في التكنولوجيا يعني التحكم في المستقبل". وفي حين أبرز السيد سلال الذي كان مرفوقا في زيارته ب13 وزيرا، التطور الكبير الذي شهدته ولاية سيدي بلعباس في السنوات الأخيرة، على مختلف الأصعدة، أكد بأنه "يتعين على كل إطارات الدولة أن تساعد المتعاملين وتشجع النشاطات المنتجة، مشيرا إلى أنه "حان الوقت لندعم الانطلاقة الاقتصادية التي نعتمد فيها على الذكاء والابداع، والتي تعتبر مستقبل الجزائر وتعزز توجهها القائم على تشجيع الفلاحة والصناعة". وبعد أن أكد بأن هذا التوجه الاقتصادي لن تتراجع عنه الدولة، أشار الوزير الأول إلى توفر الجزائر على إمكانيات هامة من شأنها إنجاح هذا التوجه، ضاربا في ذلك مثالا لمؤسسة "شيالي" لانتاج القنوات والأنابيب بسيدي بلعباس، والتي تتماشى مع المقاربة الصناعية للجزائر القائمة على دعم الإنتاج الوطني من الجودة العالية والقابل للتصدير. وذكر السيد سلال بالإنجازات الكبرى التي تحققت منذ سنة 1999 إلى يومنا بفضل تطبيق برامج رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، وفي مقدمتها برنامجه الانتخابي الأول الذي تعهد فيه بإعادة الأمن والاستقرار للجزائر، وباستعادة الجزائر مكانتها في المحافل الدولية، وإعادة بعث الاقتصاد الوطني، مؤكدا بأن كل هذه الالتزامات تم تحقيقها اليوم، حيث تمكنت الجزائر من التغلب على الإرهاب، بعد أن قاومته لوحدها، كما عادت بقوة إلى مكانتها الدولية المرموقة، واستطاعت أن تعيد بعث اقتصادها وبناء البنى التحتية بشكل أفضل بمرات عديدة عما كان عليه قبل بداية التسعينات. وأعلن في هذا السياق بأنه تحسبا لاقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، سيقدم بصفته المسؤول الأول عن عمل الحكومة حوصلة عما أنجز في البلاد منذ أواخر 1999 إلى بداية 2014، مؤكدا بأن "أشياء كثيرة ملموسة تحققت في الميدان بالجزائر، باعتراف الخبراء من الداخل والخارج".
جون كيري في زيارة للجزائر مطلع نوفمبر كما اعتبر السيد سلال انتخاب المرشحين الجزائريين في الهيئات الدولية والإفريقية دليلا على مصداقية الجزائر ووزنها الكبير بين الأمم، كاشفا بالمناسبة عن زيارة مرتقبة لكاتب الدولة الأمريكي للشؤون الخارجية، جون كيري، إلى الجزائر مطلع شهر نوفمبر المقبل، وذلك للتباحث مع المسؤولين الجزائريين والاطلاع على وجهات نظر الجزائر حول المسائل الكبرى المطروحة في العالم. ودعا رئيس الجهاز التنفيذي كل الفاعلين في المجتمع إلى التعاون مع الدولة لتغيير الوجه الاقتصادي للبلاد، ومحاربة المظاهر السلبية التي تعيقه، وفي مقدمتها البيروقراطية، وأكد في هذا الصدد بأن الجزائر تزخر اليوم بإمكانيات ضخمة، يمكن أن تجعلها دولة رائدة في العالم، مشيرا في هذا الشأن إلى الموارد البشرية الهامة، ومنها التعداد الكبير للطلبة الذين بلغ عددهم 1,4 مليون طالب في الجامعات الجزائرية، منهم 33 ألف طالب بسيدي بلعباس وحدها. وجدد رئيس الجهاز التنفيذي التزام الحكومة بدعم القوى الحية في البلاد، وتركيز كل جهودها لخدمة المواطن الجزائري، دون تمييز أو تفرقة، وقال في هذا الصدد "إذا خذلناكم ارجمونا"، داعيا إلى تثمين الاستقرار الذي تعيشه الجزائر والوحدة التي يتميز بها شعبها، وذلك لن يتأتى إلا بتقوية الثقة فيما بين الجزائريين. مبعوث "المساء" إلى سيدي بلعباس: م / بوسلان