تحولت أفراح أنصار الفريق الوطني بعد فوزه ليلة أول أمس على فريق بوركينافاسو، إلى مآسٍ بعد أن بالغت فئة من المحتفلين في التعبير عن ابتهاجها وفرحتها بالفوز الثمين، لتخرج عن سيطرة مصالح الأمن. وقد خلّف احتفال الأنصار بفوز ”الخضر” بملعب مصطفى تشاكر بولاية البليدة، مقتل 22 شخصا في كامل التراب الوطني، منهم 6 في كل من بسكرة، تيبازة، ميلة، وتسجيل 260 جريحا عبر كامل التراب الوطني، حالة بعضهم خطيرة، استدعت نقلها إلى مختلف المستشفيات لتلقّي العلاج، بالإضافة إلى تسجيل وفاة شخص بسكتة قلبية أثناء متابعته للحدث الكروي، وذلك بولاية ميلة. تشير الأرقام التي استقيناها أمس من خلية الإعلام والصحافة بالمديرية العامة للحماية المدنية، إلى تسجيل 17 قتيلا قبيل وعقب مباراة الخضر ضد الفريق البوركينابي. وقد توفي أغلبهم في حوادث مرور متفرقة تجاوز عددها ال80 حادثا، منها عشرة حوادث خطيرة ومميتة، أدت إلى وفاة 15 شخصا وإصابة 20 آخرين بجروح خطيرة. وتصنَّف هذه الحوادث في خانة التجاوزات المرتبطة بعدم احترام قوانين المرور كالإفراط في السرعة وغيرها. ومباشرة عقب إطلاق الحكم صافرة النهاية معلنا فوز المنتخب الوطني، انطلقت مواكب الأعراس، معلنه بداية الأفراح التي استمرت طيلة ساعات الليل، متسببة في إصابات بالجملة وسط المحتفلين. وقد سُجلت أثقل حصيلة بولاية بسكرة؛ حيث أدى اصطدام شاحنة بعدد من المناصرين إلى وفاة أربعة أشخاص وإصابة اثنين بجروح خطيرة، وذلك بالقرب من المركّب الرياضي ببلدية طولقة، وقد أدى هذا الحادث الخطير إلى تراجع محسوس في مظاهر الفرح الجنونية.وأكد الملازم الأول بن أمزال زهير عن خلية الاتصال بالمديرية العامة للحماية المدنية، أنه في غمرة الاحتفالات ووسط الجماهير تدخلت فرق الحماية المدنية لتسجل 70 حادثا مروريا آخر متفاوتة الخطورة، حيث تَسببت مواكب السيارات في دهس العديد من الأشخاص المحتفلين، بالإضافة إلى سقوط عدد من الشباب وخاصة الأطفال من نوافذ السيارات ومن على الشاحنات، ناهيك عن عشرات حالات الاصطدام بين السيارات، التي لم تلتزم ليلة أول أمس بأدنى معايير السلامة المرورية من حيث الالتزام بأحزمة الأمان وعدم حمل أشخاص فوق السيارات... وإجمالا، فقد خلّفت هذه المظاهر الاحتفالية الضخمة والصاخبة التي سادت كل الأحياء الشعبيّة وغيرها من المناطق بربوع الوطن، نحو 260 جريحا، أغلبهم من الشباب والأطفال. وتعدّدت مظاهر الفرحة وأساليب التعبير عنها بين إشعال المفرقعات واستعمال قارورات المبيد، والتنقّل في شكل مواكب على متن المركبات والشاحنات وغيرها من وسائل النقل، التي صنعت مشهدا احتفاليا فريدا من نوعه، غير أنها تحوّلت إلى مأساة حقيقيّة وسط العشرات من المبتهجين جرّاء وقوع حوادث مؤلمة. وقد سجلت وحدات الحماية المدنية يوم ال19 نوفمبر وإلى غاية نهار أمس، أزيد من 2415 تدخلا في عدة مناطق مختلفة من الوطن، وهذا على إثر تلقّيها مكالمات الاستغاثة من طرف المواطنين وكذا خلال تواجد فرق الحماية والتدخل، التي وُزعت عبر نقاط حساسة ومدروسة تحسبا للوضع. وقد شملت هذه التدخلات مختلف مجالات أنشطة وتدخّل الحماية المدنية؛ سواء المتعلقة بحوادث المرور، الحوادث المنزلية، الإجلاء الصحي إخماد الحرائق والأجهزة الأمنية.