وسط مشاكل لا تعد ولا تحصى، فنية وإدارية حتى من المحيط الضاغط الذي عاد ليمارس عمله وهوايته المفضلة في التشويش والضغط، وسط كل ذلك تدخل تشكيلة مولودية وهران منافسة كأس الجمهورية في دورها الثاني والثلاثين، باستقبالها ل “للصغير” شبايطة مختار الناشط في القسم الجهوي الثاني لرابطة عنابة، ويرى متتبعون وبعض من محبي المولودية، أنها كانت محظوظة بملاقاتها لهذا الفريق من دون التقليل من اسمه وقيمته، فيكفيه فخرا أنه وصل إلى هذا الدور، وسيلعب ضد المولودية الوهرانية، التي لها تقاليد في منافسة السيدة الكأس، لكن ستلاقيه وهي مطوقة بمشاكل، هي من فعل أبنائها الموجودين في مختلف المواقع. فتأثيرات حادثة ملعب الشهيد أحمد زبانة، التي كان بطلها مجموعة من الأنصار، حاولوا الإعتداء على اللاعبين في حصة الاستئناف بحجّة أنهم لم يبللو القميص في خرجتهم إلى ملعب شبيبة بجاية، بقيت ظاهرة للعيان في المعنويات المنحطة التي زاول بها اللاعبون الحصص التدريبية المتلاحقة تحت إمرة مدربهم بن شاذلي، الذي أجبر على تخصيص حيز كبير منها لإعدادهم نفسيا، بعد الذي رأوه من من كان يفترض منهم أن يؤازروهم في كبواتهم، وحتى بن شاذلي بدا مدهوشا ومنزعجا، من الذي شاهده في تلك الحصة التدريبية لكنه اكتفى بتعليق قصير عليه، وفضل التعامل مع الميدان الذي هو اختصاصه، حيث أكد أن المهم عنده هو تجهيز مجموعته بجدية للقاء يوم غد بغض النظر عن وزن المنافس. وبحسبه فإنه (أي اللقاء) فرصة له لإجراء تغييرات على التشكيلة الأساسية، حيث سيعمد إلى منح الفرصة للاعبين الإحتياطيين، حتى يرفعوا من جاهزيتهم، تحسبا للقادم الصعب، خاصة إذا ما تأكد حرمان المولودية الوهرانية من انتدابات فترة الانتقالات الشتوية، وكذلك يتيح للمصابين تمديد فترة علاجهم في شاكلة بوتربيات، عواد والحارس دحمان، فعواد مثلا سيضيع ما بقي من مرحلة الذهاب، بحجة أنه لا يريد المغامرة بصحته، وأنه لن يقتحم الميادين مجددا إلا بعد أن يشفى تماما من إصابته، وزميله الحارس دحمان الأخير سيزيد غيابه شهرا آخرا، وهي فرصة سانحة للحارس بلعربي للبقاء مدافعا عن عرين “الحمراوة” لمباريات أخرى، وستلغي من رأسه حتما فكرة تغيير الأجواء في الميركاتو الشتوي، بعد تلقيه عرضا مغريا من وداد تلمسان، وكان رئيسه يوسف جباري قد صرح بأنه لن يسرح بلعربي لأي فريق لحاجة المولودية لخدماته، وكذلك مخافة عدم إيجاد بديل له في فترة الإنتقالات الشتوية إذا ما سمح له (أي الفريق) طرق باب الإستقدامات. أما عن لقاء الكأس في حد ذاته، فيراه المدرب بن شاذلي مهما، والتأهل فيه يفيد أشباله من الناحية المعنوية، فضلا عن كونه فرصة للتصالح مع الأنصار الغاضبين بعد كبوة ملعب الوحدة المغاربية ببجاية، لكنه شدد على توخي الحذر من أي مفاجأة لأنها من صلب ونكهة منافسة الكأس.