وجه رئيس الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة، السيد طاهر كليل، دعوة لرجال الأعمال الأتراك للمساهمة في تطوير نسيج المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تعول عليها الجزائر للنهوض بالاقتصاد الوطني ما بعد البترول، مشيرا إلى تطور العلاقات الاقتصادية ما بين البلدين خلال السنوات الأخيرة خاصة بعد تنصيب مجلس الأعمال الجزائري- التركي، وهو ما ساهم في تقريب وجهات النظر ما بين رجال الأعمال، من جهته أبرز سفير تركيابالجزائر، السيد عدنان كيشيسي، ارتفاع حجم المبادلات التجارية ما بين البلدين بين الفاتح جانفي و30 سبتمبر ب20 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الفارطة وهناك طموح، يقول السفير، لرفع حجم الاستثمارات التركية بالجزائر إلى 10 ملايير دولار في المستقبل القريب. وبمناسبة عقد الطبعة الثانية لمعرض الجزائر للمنتجات التركية بقصر المعارض في الفترة الممتدة من 07 إلى 10 ديسمبر الجاري بمشاركة 130 شركة، أكد رئيس الغرفة الجزائرية للصناعة والتجارة أن الجزائر بحاجة للخبرة التركية لاكتساب المعارف والتحكم في التكنولوجيات الحديثة لتطوير الصناعات، بالمقابل تركيا بحاجة لموارد طاقوية إضافية للرد على طلبات التطور الصناعي وهو ما يسمح للبلدين بخلق ديناميكية على المدى الطويل. كما أشاد السيد كليل بالمجهودات المبذولة من طرف الحكومة الجزائرية لتسهيل إجراءات الاستثمار الأجنبي بالجزائر، وهو ما وفر مناخا استثماريا مشجعا لإنشاء شركات مختلطة وبناء علاقات اقتصادية قوية مفيدة للطرفين. من جهته، أشار رئيس الغرفة التجارية لاسطنبول، السيد ابراهيم شاكلار، إلى نية السلطات التركية في تقديم كل المساعدة لرجال الأعمال الجزائريين الراغبين في الاستثمار في السوق التركية، مؤكدا أن نجاح الطبعة الأولى لمعرض المنتجات التركية بالجزائر سنة 2011 الذي تميز بزيارة أكثر من 60 ألف زائر مهني وعقد العديد من الصفقات ساهم في تشجيع عدد كبير من الشركات التركية للمشاركة في الطبعة الثانية للمعرض. وبلغة الأرقام، أشار سفير تركيابالجزائر إلى ارتفاع حجم المبادلات التجارية ما بين البلدين إلى 2,100 مليار دولار بين جانفي وسبتمبر الفارط بزيادة تعادل 20 بالمائة، مقارنة بنفس الفترة من السنة الفارطة، مع العلم أن تركيا تعد الزبون رقم 8 بالنسبة للجزائر بعد تصدير ما قيمته 4,5 ملايير دولار سنة 2012، وممونها رقم 7 بعد بلوغ حجم الواردات 1,78 مليار دولار. ونظرا لأهمية السوق الجزائرية التي تعتبر بوابة أوروبا وإفريقيا بالنسبة لرجال الأعمال الأتراك يري سفير تركيا انه حان الوقت لتجسيد فرص جديدة للشراكة والرفع من عدد الشركات التركية التي تنشط بالجزائر، وهي التي بلغ عددها نهاية السنة الفارطة 160 شركة تنشط أغلبها في مجال البناء والأشغال العمومية والنسيج بقيمة استثمار بلغ 5 ملايير دج. ومن بين أكبر الشركات التركية المشاركة في المعرض لأول مرة شركة هازر بابا للحلويات والشاي التي تنوي فتح مصانع بالجزائر لتكون بوابة أوروبا، وحسب تصريح السيد بن ناشي إبراهيم وهو جزائري يشتغل بالشركة الأم بتركيا، فإن تشبع الأسواق في الشرق دفع برجال الأعمال الأتراك للبحث عن أسواق جديد بالجهة الغربية لتسويق منتجاتهم وتطوير استثماراتهم، وقد عمل ابراهيم من منطلق انه جزائري الجنسية على لفت انتباه صاحب الشركة لفتح مصنع بالجزائر من منطلق أنها تعتبر من أكبر المستهلكين لمنتجات الحلويات من جهة وتوفر اليد العاملة من جهة أخرى.