بإقصائه من منافسة كأس الجزائر، يكون اتحاد الجزائر قد خسر أحد الرهانات الكبرى التي سجلتها إدارة النادي في برنامج إنجازات هذا الموسم، وقد كان وقع الخروج المبكر من هذه المنافسة الشعبية شديدا على الأنصار الذين تعودوا على رؤية فريقهم يصل إلى أدوارها المتقدمة. وقد تأسف الأنصار لكون فريقهم لم يستغل أفضلية الملعب والجمهور، بما أن المباراة ضد شبيبة القبائل جرت ببولوغين، غير أن هناك من كان يشعر مسبقا بتعرض فريقهم إلى الإقصاء بعد العرض الهزيل الذي قدمه زملاء خوالد في المباراة الفارطة من البطولة ضد شبيبة بجاية، وقبل ذلك تأهلوا بصعوبة إلى الدور السادس عشر من الكأس أمام نصر حسين داي الذي كشف عن وجود نقاط ضعف كثيرة في تشكيلة سوسطارة لم يتمكن مدربها روبير فيلود من محوها لحد الآن، وقد كان هذا الأخير أمس محل انتقادات لاذعة في أوساط النادي التي لامته على طريقته في اختيار التشكيلة الأساسية لحساب مباريات البطولة والكأس وحملته مسؤولية الإقصاء أمام شبيبة القبائل، فهي لم تفهم إلى حد الآن قيامه بإبعاد العناصر الشابة التي تمت ترقيتها إلى فئة الأكابر وأبانت عن إمكانيات كبيرة في اللعب منها بشكل خاص فريوي، بايتاش ورابطي وشتال الذين فازوا مع زملائهم بلقب بطولة فئة الآمال في الموسم الفارط، وبإبعاد هؤلاء اللاعبين من فريق الأكابر، يكون فيلود قد طعن في السياسة التي تبنتها إدارة النادي والرامية إلى تشبيب الفريق على المدى القريب، حيث بات من الواضح أن المدرب الفرانكو– سويسري أصبح يفضل الإعتماد على التجربة بعدما أعاد إلى التشكيلة الأساسية كلا من فاهم بوعزة، جديات وقاسمي، الذين وجدوا أنفسهم ضمن قائمة الإحتياطيين في المباريات الأخيرة التي لعبها اتحاد الجزائر تحت قيادة كوربيس.ولم يظهر اتحاد الجزائر باستعداد بدني كبير ضد شبيبة القبائل التي تفوقت عليه في هذا الجانب، ما يستدعي قيام المدرب فيلود بإخضاع لاعبيه إلى حجم كبير من العمل في التدريبات، فضلا عن ضرورة تدعيم التنسيق في اللعب بين الخطوط الثلاثة للفريق والذي شكل أحد العوامل التي ساهمت في إقصاء الفريق من كأس الجمهورية، ولا شك أن إدارة النادي ستطالب فيلود بتقديم تفسيرات عن هذا الإقصاء الذي سيخلق من دون شك أجواء حزينة في النادي. لكن رغم مرارة هذا الإقصاء، يتعين على فريق سوسطارة طي صفحة كأس الجمهورية بسرعة من أجل التفرغ كلية لأطوار البطولة التي يحتل فيها المركز الأول رفقة وفاق سطيف الذي سيستقبل زملاء جديات في الجولة الأخيرة من الرابطة الأولى والتي ستحدد نتيجتها الفائز باللقب الشتوي.