تشرع وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس، اليوم، في سلسلة مباحثات مع المسؤولين الاسرائيليين والفلسطنيين في محاولة اخرى لدفع مفاوضات السلام المتعثرة منذ عدة سنوات. وكانت رايس حلت في ساعة متأخرة من نهار امس، بمدينة القدسالمحتلة، قادمة اليها من العاصمة الفرنسية باريس، حيث رافقت الرئيس جورج بوش في جولته الاوروبية. وينتظر ان تجري رايس اليوم محادثات مع نظيرتها الاسرائيلية تسيبي ليفني قبل لقاء مع وزير الدفاع ايهود باراك قبل ان تتوجه الى مدينة رام الله بالضفة الغربية للقاء الرئيس محمود عباس ورئيس حكومته سلام فياض. وقالت مصادر على صلة بهذه الزيارة ان رايس ستعقد ايضا لقاء ثلاثيا يجمعها بوزيرة خارجية ادارة الاحتلال ليفني ورئيس الوفد الفلسطيني المفاوض احمد قريع واجتماعا آخر مماثل يضم الوزير الاول الفلسطيني سلام فياض ووزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك على ان تختم زيارتها بلقاء مع الوزير الاول ايهود اولمرت. تجدر الاشارة الى ان هذه الزيارة هي السابعة في سجل الوزيرة الامريكية الى فلسطينالمحتلة منذ انعقاد مؤتمر انابوليس نهاية نوفمبر الماضي ولكنها زيارات انتهت جميعها الى نتيجة صفرية لافتقاد واشنطن للإرادة اللازمة للإيفاء بتعهد رئيسها بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة قبل نهاية العام الجاري. وتقاطع عدم اصرار الرئيس جورج بوش على تحقيق فكرة الدولتين المستقلتين التي كان اول المبادرين بها مع العراقيل التي ما انفكت تضعها ادارة الاحتلال في وجه كل مسعى فلسطيني لانهاء الاحتلال. وكان قرار ادارة الاحتلال الاخير بتوسيع مستوطنات في مدينة القدسالمحتلة بمثابة رصاصة رحمة اطلقتها على عملية تفاوضية فقدت كل معنى لها بل ولم تعد تقنع احدا. ودفع هذا الواقع بالفلسطينيين وكل العرب الى فقدان كل امل في الزعم الامريكي بلعب دور الوسيط في احد اعقد النزاعات في العالم بل أن إدراة الرئيس بوش عملت منذ سنوات على اتخاذ قرارات منحازة الى جانب الطروحات الاسرائيلية رغم انها تضرب عملية السلام في الصميم وعملت على عرقلة كل جهود للتوصل الى اتفاق سلام نهائي. وكان موقف الصمت ان لم نقل المتواطئ الذي التزمته الادارة الامريكية باتجاه قرار الحكومة الاسرائيلية باعطاء الاشارة الخضراء لاقامة 1300 وحدة سكنية جديدة في قلب المدينة المقدسة اكبر دليل على هذا الانحياز رغم ادراكها ان مسألة الاستيطان كانت ومازالت عقبة رئيسية في طريق التوصل الى اية نتيجة على ارض الواقع.