قال الرئيس الأمريكي جورج بوش، أن الانتخابات الرئاسية التي جرت في الجزائر شهر أفريل 2004، تعد مرجعا للممارسة الديمقراطية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط. وذكر الرئيس الأمريكي في خطاب ألقاه أول أمس، في مقر منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية بالعاصمة الفرنسية باريس، أن الجزائر عرفت انتخابات رئاسية حرة ونزيهة سنة 2004 مكنتها من تبوء مكانة بين الدول الديمقراطية، بل أكثر من ذلك فقد أكد أن تلك الانتخابات التي فاز بها الرئيس بوتفليقة ب85 بالمئة كانت تجربة انتخابية ديمقراطية رائدة وسجلت أهم مرحلة تحول في الجزائر. وأوضح في سياق خطابه الذي سلط الضوء على التعاون الدولي ضد ظاهرة الإرهاب بعد أحداث 11سبتمبر 2001، أن الجزائر كانت من بين الدول العربية التي قطعت خطوات كبيرة في مجال تكريس الديمقراطية، وذكر من بين هذه الدول السعودية والكويت والأردن والبحرين. وجاءت تصريحات الرئيس الأمريكي خلال زيارة قادته إلى فرنسا في إطار جولة شملت العديد من العواصم الأوروبية قبل انتهاء عهدته الرئاسية بأشهر. وليست هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها الرئيس الأمريكي جورج بوش عن تلك الانتخابات أو على الوضع العام في الجزائر، حيث صرّح أكثر من مرة وفي عدة مناسبات أن الوضع في الجزائر عرف تحسنا كبيرا من جميع النواحي. وفي رسالة تهنئة إلى نظيره الرئيس بوتفليقة، بعد إعادة انتخابه في أفريل 2004 لعهدة رئاسية ثانية كان الرئيس بوش قد دعا إلى "مواصلة العمل على توطيد وتعميق العلاقات الجزائريةالأمريكية التي شهدت منذ سنة 2000 تطورا مرضيا يقوم على معرفة متبادلة أحسن وعلى ثقة متبادلة أكثر رسوخا". وتأسف الرئيس الأمريكي في حوار سابق أدلى به لصحيفة "الشرق الأوسط" الصادرة بلندن لعدم قيامه بزيارة إلى الجزائر. وكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلتقى الرئيس جورج بوش بالبيت الأبيض خلال الزيارة الرسمية التي قام بها إلى الولاياتالمتحدة خلال شهر جويلية 2001، وسمحت لتجديد إرادتهما في مواصلة العمل على تطوير العلاقات الثنائية وتعميقها وانفتاحها على كافة مجالات التعاون والمبادلات. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية السيدة كوندوليزا رايس أكدت في 20 ماي الماضي، أن الجزائر "متفوقة" في مجال الأمن الإقليمي والدولي، وأشارت في تصريح مكتوب بعثت به إلى السفارة الأمريكيةبالجزائر بمناسبة تدشين مقرها الجديد إلى أن "الجزائر تعتبر في سنة 2008 بلدا رائدا مشهودا له في منطقة شمال إفريقيا وغيرها، كما أنها متفوقة في ميدان الأمن الإقليمي والدولي وحقق اقتصادها تطورا كبيرا في حين أن مجتمعها ماض نحو التفتح أكثر من أي وقت مضى". وأضافت "يمكننا اليوم الإشادة بالأشواط التي قطعتها الجزائر منذ أن برزت كأمة مستقلة". للإشارة فقد بلغ حجم المبادلات التجارية بين البلدين العام الماضي17 مليار دولار. وأٌعتبر هذا الرقم بالاستثنائي في حجم المبادلات الثنائية، كونه يعد رقما قياسيا يتم تسجيله.