يجمع المهتمون بالصحة المدرسية بولاية وهران أن وحدات الكشف والمتابعة الصحة بالمؤسسات التربوية لا تزال غير معممة بالشكل الكافي، إضافة إلى افتقارها للتجهيزات والمؤطرين. وقد اعتبر رئيس مكتب جمعية أولياء التلاميذ بولاية وهران، وحدات الكشف والمتابعة الصحية المقدرة ب 39 وحدة، قليلة ولا تفي بالغرض المطلوب، وتتركز في المناطق الحضرية يؤطرها 97 طبيبا عاما و102 جراحي أسنان و113 تقنيا في الصحة و12 أخصائيا في الطب النفسي، في وقت تفتقر فيه المؤسسات التربوية بالمناطق النائية للخدمات الصحية
غياب المنتخبين ومديرية التربية عن الميدان وأكد رئيس مصلحة الصحة المدرسية والوقاية بمديرية الصحة والسكان لولاية وهران، الدكتور بوخاري يوسف، أن غياب دور المجالس البلدية التي لا تضمن النقل للطاقم الطبي بالوحدات الصحية للتنقل عبر المؤسسات التربوية، ترهن التغطية الصحية بجميع المؤسسات التربوية، لاسيما بالبلديات النائية والريفية، إلى جانب مسؤولية مديرية التربية في تجهيز الوحدات التي لا تزال تعتمد على وسائل قديمة، مع غياب أرائك علاج الأسنان التي تتواجد ب 8 وحدات صحية فقط من مجموع 39 وحدة أغلبها تتمركز بالقطاع الحضري بوعمامة التابع لبلدية وهران، وهو ما يسجل عجزا كبيرا في الكشف عن صحة الفم والأسنان للمتمدرسين، حيث يتم توجيه الحالات نحو العيادات الجوارية، أو المصلحة المعنية على مستوى المؤسسة الاستشفائية الجامعية بن زرجب، وقد أعطى رئيس المجلس الشعبي الولائي السيد كازي تاني عبد الحق موافقته -حسب الدكتور بوخاري- على طلب التكفل بتجهيز باقي الوحدات الصحية بأريكة معالجة الأسنان بناء على الطلب الذي تقدمت به مديرية الصحة. وأضاف الدكتور بوخاري يوسف، أن "قافلة البصر" التي نظمتها المصلحة مؤخراً لفائدة المتمدرسين بعدد من المناطق النائية قد أسفرت عن اكتشاف 3 حالات إصابة بسرطانات في العين و8 حالات لتلاميذ فقدوا البصر في عين واحدة حدة البصر 1 /10، بينما استفاد 373 من نظارات طبية و142 تم توجيههم نحو مختصين لتلقي العلاج في مجال السمع وطب العيون ب 3 وحدات موزعة عبر واجهة البحر وإيسطو التابعة لمؤسسة الصحة الجوارية الصديقية، والثالثة بالعيادة المتعددة الخدمات بالسانية، تضاف إليها وحدة خاصة على مستوى العقيد لطفي، تحت إشراف أخصائي نفسي وطبيب للصحة العقلية، وهذا لمتابعة مختلف الحالات النفسية، وفي مقدمتها نقص التركيز والتأخر وبعض العقد الأخرى بغرض تحسين صحة المتمدرسين عقليا وجسديا ونفسيا، فيما أسفرت كذلك حملة الكشف عن مرض السمنة والسكري وكذا التبول اللاإرادي في وسط تلاميذ الابتدائي خلال الثلاثي الأول من السنة الدراسية الحالية عن اكتشاف 14 حالة تم توجيهها نحو مستشفى الأطفال بكناستال.
التقرير السنوي لمصلحة الصحة المدرسية وحسبما جاء في التقرير السنوي الذي أعدته مصلحة الصحة المدرسية والوقاية بمديرية الصحة والسكان فقد شمل الكشف الصحي 291833 متمدرسا مسجلة بذلك تغطية صحية قدرت نسبتها ب 98.31 بالمائة، وأسفرت عن تسجيل أعلى نسبة لتسوس الأسنان ب 47 بالمائة و6 بالمائة بالنسبة لضعف البصر و2.80٪ بالنسبة للتلاميذ الذين يواجهون صعوبة في مزاولة الدراسة و2.05 ٪ تتعلق بالمتمدرسين ممن يعانون من التبول اللاإرادي والإصابة بالربو تم تسجيل نسبة 2.44 بالمائة وكذلك نسبة 0.47٪ يعانون من وجود ديدان و0.17٪ مصابين بداء الجرب ونسبة 0.07 ٪ بالقمل، و491 طفل مصاب بالصرع و1161 حالة لأمراض القلب و362 حالة تشوه العمود الفقري "بسبب ثقل المحفظة المدرسية". كما كشف طبيب الأسنان بمصلحة الصحة المدرسية بمديرية الصحة السيد ياسين حاج قدور، أن نسبة 54 بالمائة من المتمدرسين بوهران مصابون بتسوس الأسنان، الأمر الذي يؤثر سلبا على المردود الدراسي للتلميذ بسبب التغيب عن الدروس من أجل العلاج ونقص التركيز في القسم والحرمان من النوم الهادئ، معيبا على نوعية الوجبات المدرسية التي لا تتعدى الواحدة 15 دينارا، تقدم للطفل في العديد من المطاعم المدرسية ببلديات الولاية في ظروف تفتقر لشروط النظافة، حيث يضطر الطبيب المشرف على المعاينة للتأشير عليها بالموافقة، بينما يمكن أن تستبدل تلك الوجبة بكأس دافئ من الحليب وقطع من البسكويت في الفترة الصباحية ثم يقوم التلاميذ بغسل أسنانهم والدخول لمباشرة الدرس.
معاناة التلاميذ مرضى الأمعاء "السيلياك" كما تطلب التلاميذ مرضى الأمعاء "السيلياك" الذين يزيد عددهم سنويا بالوسط المدرسي، لاسيما بالطورين الابتدائي والمتوسط متابعة صحية خاصة من قبل وحدات الصحة المدرسية، حيث تم خلال الفصل الأول من السنة الدراسية الجارية إحصاء نحو 120 حالة، مما يتطلب تقيد التلميذ المريض بالحمية المفروضة عليه، وتناول المنتجات الخالية من مادة الغلوتين حيث أوضح الدكتور بوخاري، أن معظم المتمدرسين باعتبارهم قصرا وصغار السن لا يمتثلون لهذا النوع من الحمية، الأمر الذي انعكس سلبا على صحتهم وعرضهم لنكسات صحية جراء تنازلهم عن مختلف المواد الاستهلاكية خاصة الحلويات والعصائر، حيث أكد ذات المتحدث أن على وزارة الصحة وضع برنامج خاص للتكفل بهذه الحالات لمتابعتهم بصفة منتظمة إلى جانب تحضير التلميذ المريض نفسيا من خلال تنظيم جلسات مع أخصائي لتقبل هذا المرض الذي يعتبر عابرا في حالة إلتزامه بمتابعة الحمية، حيث أكدت بعض الأمهات اللواتي صادفناهن أنهن قمن بإعلام مسيّر المطاعم المدرسية بعدم تقديم الوجبات الممنوعة على هذه الشريحة لاسيما الخبز.