كشفت الإحصائيات الخاصة بالصحة المدرسية بسيدي بلعباس، خلال الثلاثي الأول من السنة الدراسية الجارية، أن الفحوصات التي باشرتها 14 وحدة كشف ومتابعة موزعة عبر مختلف المؤسسات التربوية، مست ما نسبته 45 بالمئة من مجموع التلاميذ المتمدرسين. خضع أزيد من 23 ألف تلميذ لفحوصات طبية من جملة قرابة 54 ألف متمدرس. وأضافت ذات الإحصائيات أن أمراض العيون وقصر النظر، جاءت في مقدمة الأمراض الأكثر إصابة لدى المتمدرسين، حيث فاق عدد المصابين بضعف البصر 450 حالة، استدعت تحويلهم إلى عيادات متخصصة لتشخيص الحالة والتكفل بهم.كما أحصت الوحدات أيضا عديد المتمدرسين المصابين بأمراض العيون، على غرار داء الرمد الحبيبي، ما تطلب توزيع 4586 مرهم خاص بالعيون لمعالجة الداء والحد من انتشاره داخل الوسط المدرسي. وسجلت الوحدات 40 حالة لداء القلب، 36 حالة لداء الربو، 58 حالة أخرى خاصة بالتبول اللاإرادي، ناهيك عن حالات نفسية عديدة يعاني منها الكثير من التلاميذ كصعوبات الدراسة والتكيف داخل القسم، وهي المشاكل التي أضحت تعيق السير الحسن للتحصيل العلمي لدى المصابين بها، الأمر الذي بات يتطلب دراسة جدية للوضع من خلال الاستعانة بنفسانيين داخل المدارس لمتابعة هذه الحالات عن كثب ومساعدتهم في تجاوز مشاكلهم النفسية. وفي السياق ذاته، جدد أولياء المناطق الجنوبية النائية لولاية سيدي بلعباس نداءاتهم لتوفير الوحدات الصحية بالمدارس، والتي لها دور فعال في المراقبة الدائمة للتلاميذ ومرافقة المرضى منهم، وكذا اكتشاف الحالات المرضية الجديدة والمؤقتة، وحتى منع انتقال عدوى الأمراض التي تنتشر بشكل كبير في هذه المناطق، كأمراض السل والأمراض الجلدية المعدية، ناهيك عن الحيلولة دون التغيب المستمر للتلاميذ، وإجراء فحوصاتهم الدورية داخل المدرسة. من جهة أخرى، أبدى معلمو هذه المدارس حاجتهم الماسة لهذا النوع من التكفل الصحي، والذي يساعدهم في الوقوف على الملفات الصحية لكل التلاميذ، بهدف التعامل الجيد مع الحالات الخاصة والتكفل بها.