تعديل الدستور غير مطروح حاليا ولن يتم الفصل في ذلك إلا بعد أشهر! أعلن أمس، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، سيكون مرشحا رسميا لرئاسيات 2014، حيث قرر الحزب دعم ترشحه لعهدة رئاسية رابعة وفق ما يسمح به الدستور، مؤكدا أن مشروع تعديل هذا القانون غير مطروح في الوقت الراهن، وأنه سيتم فعل ذلك بعد أشهر من الآن، حيث لمّح المتحدث إلى أن خطوة تعديل الدستور لن تتم قبل الاستحقاقات الرئاسية بل بعدها. قال أمس، عمار سعداني، أمام حضور قارب ال8000 مناضل في صفوف الحزب من الذين حضروا الندوة الجهوية الرابعة الخاصة بمنطقة الوسط، بقاعة متعددة الرياضات بملعب تشاكر البليدة، إن الأفالان قرر ترشيح رئيسه الشرفي عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية رابعة، حيث تم حسم الأمر داخل هياكل الحزب نهائيا، قبل أشهر قليلة عن موعد إجراء الاستحقاق الهام، معتبرا أن هذا الخيار جاء بعد الحصيلة الإيجابية لعمل الرئيس طوال عهدته الرئاسية التي انطبقت منذ 1999، حقق خلالها حسب المتحدث، قفزة نوعية في كل المجالات على الصعيدين الوطني والدولي، ووصف الرئيس بوتفليقة بالمهندس الدبلوماسي. ولم يكتف خليفة بلخادم على رأس أكبر الأحزاب السياسية، بلعب دور المحلل والمدافع عن إنجازات الرئيس، بل اعتبر أن تواجد الرئيس في المرحلة القادمة سيعطي للجزائر دفعة قوية نحو تعزيز موقعها في الساحة الدولية، وأيضا على المستوى الوطني خاصة فيما يتعلق بالدفع بعجلة الاستقرار على مختلف الأصعدة حيث يرى المتحدث أن تواجد بوتفليقة سيعزز من قوة الجزائر وشعبها. وقد أدت التصريحات التي أطلقها سعداني أمام مناضلي ومنتخبي الحزب العتيد، والتي كشف فيها عن قرار ترشح الرئيس لعهدة انتخابية جديدة، إلى مغادرة البعض للقاعة، فيما اكتفى الآخرون بالهتاف ضد أمينهم العام وإطلاق صيحات تنادي باسم الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم، في رد فعل منهم تجاه ما جاء به سعداني في هذا اللقاء الأول الذي يجمعهم به، والذي كان يفترض أن يهدف إلى توحيد صفوف أبناء الجبهة فيها بينهم، خاصة في ظل الصراعات الداخلية التي خلفها رحيل عبد العزيز بلخادم منذ أشهر عن الحزب وشغور منصب الأمين العام، غير أن سعداني الذي جاء بخطاب مكتوب على غير العادة، اكتفى بلعب دور المدافع عن إنجازات الرئيس ما خلق خلق فوضى داخل القاعة، خاصة بعد مغادرة الأمين العام لها وهروبه من الردّ على أسئلة الصحافيين. وعبر عدد من أعضاء اللجنة المركزية في حديثهم مع ”الفجر” عن رفضهم لمثل هذه التصرفات التي صدرت عن الأمين العام، مؤكدين أن قرار دعم الحزب لمرشح نحو الرئاسيات له أسس وقواعد مبنية على التشاور داخل أروقة الحزب وعلى مستوى اللجنة المركزية التي تبقى سيدة في اختيار مرشح الحزب في رئاسيات 2014، وأضافوا أنه لا يمكن في أي حال من الأحوال أن يكون قرار فرديا من قبل الأمين العام يعلن عنه أمام مناضلين ووسائل إعلام قبل أن يكشف عنه لقيادة الحزب.