شن الجيش العراق أمس هجومه على مدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار الواقعة منذ عدة أسابيع تحت سيطرة مسلحي ما يعرف بالدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" الموالي لتنظيم القاعدة العالمي. وقال محمد العسكري المتحدث باسم الجيش العراقي أن وحدات عسكرية خاصة "شنت عملية واسعة النطاق مدعومة بطائرات مروحية ضد مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام والإرهابيين بمدينة الرمادي".من جانبه قال ضابط في شرطة الرمادي رفض الكشف عن هويته أن أفراد من الشرطة وأعضاء من القبائل وقوات خاصة شاركت في الهجوم باسناد جوي تم من خلاله قصف حي الملعب الواقع تحت سيطرة المسلحين. ويأتي شن قوات الجيش العراقي لهذا الهجوم بعد أن حصل رئيس الوزراء العراقي على ضوء أخضر من مجلس الأمن الدولي في ضرب المسلحين بمدينتي الرمادي والفلوجة. وكان الجيش العراقي تردد في شن هجومه على الرمادي بعد أن طالب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعدم ضرب الأحياء الآهلة بالسكان بهذه المنطقة الواقعة تحت سيطرة مسلحي "داعش".وانزلق الوضع الامني بهذه المحافظة التي تقطنها أغلبية سنية على اثر الهجوم الذي شنه الجيش النظامي بداية ديسمبر الماضي ضد مخيم اعتصام مناهض للحكومة العراقية أقيم بساحة المدينة لاكثر من عام وراح ضحيته عشرات الأشخاص بين قتلى وجرحى تلاه اندلاع مواجهات عنيفة بين مسلحي العشائر السنية والقوات الأمنية من جهة ومسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام من جهة ثانية. وسرعان ما اتسعت رقعة تلك المواجهات لتشمل مدينة الفلوجة غرب البلاد والتي أعلنها المسلحون منطقة مستقلة عن السلطة المركزية في بغداد. ولأن الأوضاع الأمنية المتردية استفحلت بشكل لافت ثلاثة أشهر قبل تنظيم الانتخابات التشريعية المقررة نهاية 30 أفريل القادم أعربت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق عن قلقها من تداعيات الوضع في هذه المحافظة على تحضيراتها لإجراء العملية الانتخابية. وقال ساطع الزوبعي نائب رئيس مجلس المفوضية أن هذه الأخيرة جاهزة لإجراء العملية الانتخابية في جميع المحافظات ولكن نحن قلقون جدا خصوصا الوضع الذي يحدث في الانبار".وأضاف أن "العمليات الأمنية الجارية تعرقل الجدول الزمني الذي اعد من قبل المفوضية خاصة بما يتعلق بتدريب الموظفين في مراكز الاقتراع وتوزيع البطاقة الالكترونية على المواطنين".